كتب شارل جبور في "الجمهورية": الخطأ الأول للوزير جبران باسيل أنه بَدّى أولويته الرئاسية على أولوية إنجاح المرحلة السياسية الحالية، وخطأه الثاني يكمن في اعتقاده بأنه سيخلف الرئيس ميشال عون في الرئاسة الأولى.
ما ينطبق على الرئيس عون لا ينسحب على الوزير باسيل للأسباب الآتية:
أولاً، لا يبدو انّ "حزب الله" في وارد رفع المعادلة نفسها مع باسيل التي كان رفعها مع عون: لا رئيس للجمهورية ما لم يكن عون رئيساً ولو استمر الفراغ في الرئاسة الأولى لسنوات، وعدم حماس الحزب على رغم حاجته إلى شريك مسيحي قوي مردّه إلى أسلوب باسيل الذي استفّز الحزب في أكثر من محطة، فضلاً عن انه وَلّد عداوة مع الرئيس نبيه بري الذي أساساً رفض انتخاب عون من دون ان يقود حملة ضده، ولكن مع باسيل الوضع مختلف تماماً حتى الحزب لا يمكنه تمريره شيعياً، علماً انه ليس متحمّساً له ليخوض معركة طاحنة في سبيل إيصاله.
ولا يجب التقليل من عامل مهم أيضاً انّ عون صاحب توقيع ورقة التفاهم مع الحزب، ويملك شرعية شعبية لا يملكها باسيل بعد غياب عون بعد عمر طويل، وحاجة الحزب الى التحالف مع "التيار الوطني الحر" في مرحلة انقسامية داخلية ودينامية سيادية 14 آذارية بعمق عربي ودولي وخشية على وضعه بعد خروج الجيش السوري لم تعد مطروحة بالشكل نفسه، وطبعاً للحزب تحدياته، ولكن المشهد الداخلي تبدّل بعد وصول الجميع إلى قناعة انّ غلبة فريق على آخر غير ممكنة، وبالتالي حاجته للغطاء لم تعد نفسها، فضلاً عن انّ الحاجة متبادلة، حيث انّ التيار بحاجة ايضاً لدعم الحزب، وفي المرحلة المقبلة سيصبح باسيل في حاجة أكبر للحزب من حاجة الأخير الى باسيل نسبة للوضع السياسي أولاً، ولتراجع شعبيته ثانياً، ولطمعه الرئاسي ثالثاً، ولدخوله في مواجهات غير مفهومة مع أكثر من طرف سياسي رابعاً.
(الجمهورية)