روت عهد التميمي، اليوم الأحد، التي أصبحت "أيقونة" فلسطينية، قصّة تحدي الأسيرات لإدارة السجن الإسرائيلي، التي حاولت حرمانهن من التعليم، لكنّهن أحبطن هذه المحاولات عبر "فجر التحدي".
وعانقت التميمي في وقت سابق الأحد الحرية بعدما أمضت 8 أشهر في سجون إسرائيل، إثر ركلها وصعفها جنديين إسرائيليين أمام منزلها في بالضفة الغربية المحتلة العام الماضي، في حادثة وثقتها الكاميرات.
وفي مؤتمر صحافي عقدته في قرية النبي صالح قرب رام الله، قالت عهد التي كانت ترتدي الكوفية وتتوسط والديها إنها كانت تشعر بقلق كبير في السجن من احتمال خسارة شهادة الثانوية العامة، المعروفة في فلسطين بـ" التوجيهية". وأضافت: "لكن على العكس أكملت التوجيهي مع الأسيرات وقررنا أن نسميّ الصف الذي ندرس فيه بـ"فجر التحدي"، لأننا استطعنا (الأسيرات) أن نتحدى إدارة السجن التي حاولت أكثر من مرة أن تغلق الصف وتعلن حالة الطوارئ وتعيدنا إلى الزنانين".
وتابعت عهد التي أتمّت 17 عاماً داخل السجن: "حاولت إدارة السجن بكل الطرق أن تمنعنا من التعليم لكن قدرنا أن نتحداهم ونواصل التعليم". وأشارت إلى التكاتف الذي أبدته الأسيرات في مواجهة السجان الإسرائيلي، ممثل السجن، فالأسيرة ياسمين شعبان عملت بجد لمساعدة الأسيرات لإكمال دراستهن.
ومثّلت الأسيرة إسراء جعاصبيع نموذجا ملهما لبقية الأسيرات، فقد كانت تواظبت على الدراسة طوال الليل رغم إصابتها البالغة، وحروقها وألمها. ولم يقف الأمر عند الثانوية العامة، بل استطاعت الأسيرات، وفقا لعهد أن يعقدن دورات في مجال القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني حتى يتعلمن المزيد. وتابعت: "نعلم بأن السجن مذلة وصعوبات، ولكن استطعنا تحويل الصعوبة إلى مدرسة".
وكانت عهد تقبع مع في سجن "الشارون" الإسرائيلي، مع أمها و 29 أسيرة فلسطينية أخرى، من بينهن، قاصرات ونائبة في البرلمان هي خالدة جرار. وقبل السجن، كانت عهد تواجه مع أفراد عائلته القوات الإسرائيلية في قرية النبي صالح التي تشهد منذ عام 2009 تظاهرات أسبوعية غالبا ما تنتهي بمواجهات.
وينظر مؤيدو عهد إليها على أنها "أيقونة الاحتجاج" وفتاة شجاعة صفعت الجنديين في حالة غضب، بعدما علمت أن القوات الإسرائيلية تسببت في إصابة ابن عمها (15 عاماً) أواخر 2017، وأطلقت رصاصة مطاطية عليه من مسافة قريبة في الرأس خلال مواجهات شهدت رشق الجنود بالحجارة.
(سكاي نيوز)