.وصف الكاتب ديفيد غاردنر تدخل روسيا في الشرق الأوسط بأنه مغامرة متهورة مثل أميركا، وعلق بأن الرئيس فلاديمير بوتين يبدو أنه يعتقد أنه من خلال اقتحام سوريا قد انضم إلى الائتلاف الفائز في المنطقة وأخذ بزمام القيادة الشرعية.
وأوضح الكاتب في مقاله بصحيفة فايننشال تايمز أن الأمر قد يبدو كذلك في الوقت الحالي، لكن الوضع في هذه المنطقة لن يستغرق وقتا طويلا ليلقن الزعيم الروسي القوي ما يعرفه الأميركيون بالفعل، وهو أن الفوز فكرة نسبية إلى حد كبير.
وأشار الكاتب إلى ما وصف به مبعوث إقليمي أممي سابق التدخل الروسي بأنه "انتهازية محضة"، حيث قال المبعوث "لقد نظروا إلى حالنا ورأوا فرصة فانتهزوها".
ويرى غاردنر أن ما تفعله روسيا هو إغلاق المساحة المحدودة الباقية في سوريا بين البراميل المتفجرة للنظام والعنف الزائد لتنظيم الدولة، وأن هذا الأمر سيؤدي حتما إلى تدفق جديد للاجئين السنة في وقت يئن فيه بالفعل جيران سوريا مثل لبنان والأردن وتركيا وتتلمس فيه الدول الأوروبية طريقها بارتباك لإيجاد حل لهذه الأزمة.
ولخص الكاتب سياسة بوتين الانتهازية بأنها قد تنتهي بكسب روسيا عداوة السنة الأبدية، وأضاف أن هذا الأمر ينبغي أن يقلق روسيا نظرا لوجود عشرات الملايين من السنة داخل حدودها والآلاف منهم، معظمهم من الشيشانيين، يقاتلون بالفعل في سوريا، ناهيك عن إقامة تنظيم الدولة قواعد له في شمال القوقاز.
وختمت الصحيفة بأن القوة العسكرية الأميركية التي لا مثيل لها فشلت في تشكيل المنطقة وفق مآربها، وأنه ليس هناك سبب للافتراض بأن قوة عظمى أخرى مثل روسيا ستفعل ما هو أفضل وأن القوتين وقعتا في المستنقع.