أقام الحزب التقدمي الاشتراكي، لمناسبة عيد العمال والذكرى 68 لتأسيس الحزب، مهرجانا حاشدا برعاية رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط ممثلا بالنائب وائل ابو فاعور، كرمت خلاله كوكبة من المناضلين التقدميين.
حضر المهرجان كريم حماده ممثلا وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده، النواب: علاء الدين ترو وايلي عون ومحمد الحجار، منير السيد ممثلا النائب نعمه طعمه، طوني القزي ممثلا النائب جورج عدوان، رئيس اقليم الشوف الكتائبي المحامي جوزيف عيد ممثلا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، الوزيران السابقان جوزيف الهاشم وناجي البستاني، تيمور جنبلاط، المدير العام للأوقاف الدرزية مازن شريف فياض، أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر، مفوض الاعلام في الحزب رامي الريس، المدير العام لوزارة المهجرين احمد محمود، رؤساء اتحادات بلديات اقليم الخروب الشمالي زياد الحجار واقليم الخروب الجنوبي جورج مخول والشوف الاعلى روجيه العشي وعدد من رؤساء البلديات والمشايخ والكهنة وممثلون للأحزاب والقوى السياسية والجمعيات والاندية والمؤسسات في المنطقة ومخاتير وفاعليات وشخصيات وعدد من ابناء الاقليم والمكرمون الذين تخطوا 400 مكرم.
استهل المهرجان بالنشيد الوطني تلاه نشيد الحزب، ثم رحبت هدية ابراهيم بالحضور، وألقى وكيل داخلية اقليم الخروب في الحزب الدكتور سليم السيد كلمة قال فيها: "في الاول من ايار كرست مبادىء التقدمية الاشتراكية لتحاكي السواعد الكادحة والعقول المنيرة والجباه الناضحة بماء الحياة. تاريخ الحزب يحتم علينا عدم الاستسلام او الاستسهال ويدعونا الى المواجهة والتصدي بوعي مترامي الاهداف السياسية والاجتماعية والثقافية ويدعونا الى الانماء الانساني".
أضاف: "اقليم الخروب يملك يا حضرة الرئيس المؤهلات العلمية والثقافية والاجتماعية، هذا الاقليم الذي قلت فيه يوما: "إنه خير اقليم اخرج للناس، لذلك نحن لسنا بحاجة للتأهيل بكل اشكاله، نحن ناضجون فكريا ووطنيا، ولا مكان للمذهبية والتعصب، فالاقليم هو قلب الشوف، والشوف قلب الجبل، والجبل قلب لبنان، لذلك نحن لسنا بحاجة للتأهيل، نحن متمسكون بتاريخنا الوطني، وملتزمون الوحدة الوطنية والمصالحة الوطنية في الجبل".
وتوجه الى المكرمين: "نكرمكم رفاقا اعزاء احرارا، كنتم مثالا وقدوة في النضال والشهامة والعنفوان، فكان لا بد لنا من خلالكم ان نوجه تحية لاقليم الوفاء والاصالة والكرامة، الى المجاهدين المناضلين في كل الساحات والاستحقاقات دفاعا عن عروبة لبنان ووحدة اراضيه.انتم ايها المكرمون اثرتم الوفاء لمسيرة المعلم بما حملته من تأمل واشراق، تجدد وانطلاق وتحرر وانعتاق، انتم الشعلة التي انارت درب الحرية والريشة التي خطت البطولة فوسامكم الحقيقي يتخطى رمزيته المادية".
سعد
وألقى كلمة المكرمين المناضل سمير سعد فرأى ان "ثقافة التكريم بين الافراد والشعوب هي اسمى درجات التقدير، والمكرمون هم رفاق لا يبتغون لقاء عملهم اجرا ولا منة، فقد ضحوا لنصرة الانسان ونهلوا من فكر المعلم الذي كان محورا في وطنه، امينا في عروبته، وساما في انسانيته وسلامه العالمي، باحثا في الجوهر فيما يتعدى الادبان والهياكل والاصنام".
وختم: "نعتز بمعاصرتنا المعلم والرئيس كما اننا نجدد العهد للرئيس وليد جنبلاط لقيادته مسيرة الحزب بشجاعة وعقلانية، ونرفع يد تيمور عاليا ونردد: كلنا معك ولا تستطيع اي قوة ان تقتلعنا من جذورنا، فنحن واولادنا واحفادنا على العهد باقون، فالمختارة هي قبلة المناضلين والشرفاء على مر التاريخ ومن اختار طريق المختارة لن يهزم".
أبو فاعور
ثم ألقى أبو فاعور كلمة راعي المهرجان قال فيها :"نكرم انفسنا اذ نكرم اقليم الخروب. نكرم تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا، اذ نكرم اقليم الخروب. نكرم معلمنا الشهيد كمال جنبلاط اذ نكرم اقليم الخروب. هذا الاقليم للاستثناء، هذا الاقليم الخارج عن الشواذ، هذا الاقليم العصي على الشواذ، هذا الاقليم الوفي الى اقصى حدود الوفاء، هذا الاقليم الابي الى اقصى حدود الإيباء. يقول محمود درويش: "هذه الأرض تشبهنا حينما نذهب عنها، وتشبهنا حينما نعود اليها". وانا اقتبس من محمود درويش لأقول باسم وليد جنبلاط وباسم تيمور جنبلاط الذي يأتي الى اقليم الوفاء اليوم حاملا اضافة الى الإرث الجنبلاطي، في علاقته بالاقليم وفي علاقته بالوطن. على عادة البيدر الجنبلاطي اقول هذا الاقليم يشبهنا ولن نذهب عنه، وهذا الاقليم يشبهنا وسنبقى نعود اليه، لأنه غرس فينا وغرسنا فيه. غرس فينا مناضلين شرفاء، نكرم بعضا منهم اليوم. غرس فينا شهداء، غرس فينا شرفاء وتضحيات ونضالات، وغرسنا فيه قناعات وانتماء تعلمناها من كمال جنبلاط ومارسناها مع وليد جنبلاط".
أضاف: "كنت كالرفيق تيمور اصافح بعضا من الرفاق المناضلين الذين نكرمهم اليوم. هؤلاء الذين يحملون تعب العمر، ويزينون بشيب النضال، لكنهم يحملون شرف التأسيس، ويحملون كرامة الانتساب الى هذا الحزب. نعود الى هذا الاقليم، المرآة التي ننظر اليه في كل حين، لكي نكتشف ملامحنا، ولكي نعيد اكتشاف انفسنا. هذا الاقليم المرآة لكي نرى ما بقي منا وما رحل، ما تبدد من احلامنا وما تجدد، لكني اليوم مع هذا الجمهور الوفي، ومع هذا الحضور الوفي، ومع هؤلاء المناضلين الشرفاء الذين نكرمهم اليوم، اقول ننظر الى الاقليم لنكتشف ان المسيرة مستمرة، وان هذا الحزب مستمر وان النضال مستمر، وان وليد جنبلاط يرسل اليكم تيمور جنبلاط ليقول لكم، ان العهد عهد، واننا سنسلك هذه المسيرة ونستمر فيها من اجل الاحلام الكبرى، لأجل الطموحات الكبرى، لأجل الأفكار الكبرى، لأجل المبادىء الكبرى التي حملتموها مع كمال جنبلاط وجمال عبد الناصر ووليد جنبلاط ومع رفيق الحريري ومع كل الشرفاء والمناضلين في هذا الوطن، وسنحملها سويا بإذن الله مع تيمور جنبلاط".
وتابع: "في هذه الدوامة اللامتناهية نحن محكومون بالتوافق، وكل القوى السياسية ونحن منها مدعوة الى النزول عن الأشجار العالية التي صعدت اليها، وكل القوى السياسية ونحن منها، مدعوة الى ان تعود خطوة لا بل خطوات الى الوراء لإيجاد التفاهم الذي يخرجنا من هذه الأزمة. عبثا يحاول أحد من السياسيين ان يدعي اننا لسنا في أزمة، الكل مأزوم، والكل بهذا العناد مأزوم ، ونحن نحتاج الى ان نستعمل العقل بحثا عن الوفاق في قانون الانتخاب، وايا كانت المكاسب الانتخابية العلنية في المجلس النيابي القادم، فهي تبدو وتبقى قاصرة عند حجم المخاطر التي تبدو آتية إلينا، بين الفراغ، بين التمديد، بين المشغول في حياتنا السياسية وبين التناغم والتناقض الذي قد يطل علينا في اي لحظة من اللحظات. لذلك نحن وبإسم رئيس الحزب نجدد الدعوة الى النقاش الهادىء، النشط الذي يقود الى ما يعفينا من هذه المهاوي، والى ما يعيد اولا وأخيرا الى المواطن اللبناني قيمة صوته وقيمة خياراته الإنتخابية".
وقال: "الحزب التقدمي الاشتراكي وبالفم الملآن لن يقبل بأي قانون انتخابي يقوم على قاعدة تقسيم اللبنانيين وفرزهم، واقامة جدران العزل والفصل بينهم، هكذا كان تاريخنا، وهذا هو حاضرنا ومستقبلنا. ان كل القوانين التي تطرح على قاعدة الفرز والتقسيم، هي مقدمة اليوم لتقسيم انتخابي، وغدا ربما لتقسيم سياسي وتقسيم جغرافي. هل يطلب البعض من الحزب التقدمي الاشتراكي الذي خاض مع ابناء الجبل غمار المصالحة بكل ما فيها من تضحيات ومن كبر ومن تقديمات، تطلب اليوم من الحزب التقدمي الاشتراكي التنازل عن المصالحة؟ يطلب اليوم من الحزب الاشتراكي ان يتنازل عن الشراكة التي حاكها وليد جنبلاط مع شركائه في الجبل، مع غبطة البطريرك صفير، مع كل القوى السياسية، حاكها بإبرة من صبر، ومن حكمة ومن تواضع ان نتنازل عن هذا لأجل بعض الحسابات الإنتخابية؟ بعض الذين يقترحون قوانين الانتخابات ربما لم يزوروا الجبل، بعض الذين يمطروننا بالأفكار الإنتخابية ينظرون الى الناس باعتبارها ارقاما انتخابية، كتلا انتخابية، ينظرون الى هذه القرى في الجبل باعتبارها موقعا جغرافيا على الخريطة الانتخابية، لا يعرفون حجم العلاقات الاجتماعية وحجم الصلاة الانسانية، ولا حجم التضحيات والجهود التي بذلت في هذا الجبل لأجل رأب الصدع. يريدون ان يضعوا جدرانا فاصلة بين اللبنانيين، المسيحي ينتخب المسيحي والمسلم ينتخب المسلم".
أضاف: "اليوم تقسيم انتخابي. فمن يدري في زمن الغرائز والتحولات وفي زمن التقديم، الذي يطل علينا من العراق ومن سوريا، من الذي يضمن ألا يكون هذا الأمر مقدمة لتقسيم سياسي مقبل؟ من الذي يضمن وحدة لبنان واللبنانيين في ظل هذا النقاش الذي ينظر الى الارقام، فقط الى الأرقام، فمنذ سنوات ونحن نحذر، ونتهم بعضنا البعض بالمؤتمر التأسيسي، طيب ما معنى هذا النقاش الذي يدور اليوم؟ هذا نقاش تأسيسي، الذي يجري هو نقاش تأسيسي دون مؤتمر قانون الانتخاب والصلاحيات بين المجلس النيابي، صلاحيات مجلس الشيوخ، الخلاف على رئاسة مجلس الشيوخ، خلاف بين الصلاحيات بين مجلس الشيوخ والمجلس النيابي، فما هذا النقاش، هل هذا نقاش عابر لقانون انتخابي؟ وهل هذا نقاش انتخابي ام هذا يمس بأساس الوحدة الوطنية، ربما قد نبقى الوحيدين الصادقين في برية سياسية لا تسمع، لكننا سنبقى نرفع لواء المصالحة ولواء المشاركة، ونرفض اي قانون ونقبل اي قانون ليس من باب الاعتبارات الانتخابية ولا باب الحصة الانتخابية، نحن اساسا نعرف ان الحصص الانتخابية والوزارية ليست هي التي تقدم وتؤخر في هذا الوطن. هناك اعتبارات سياسية، ولكن محكومون بالتوافق، وحبذا لو يقللوا او يهذبوا او يشذبوا البعض من تطويره وتقديمه في الوزارة او في مجلس النواب. لا يستحق نائب بالزيادة او بالناقص ان ندخل الوطن في آتون انقسام طائفي ومذهبي لا نعرف كيف نخرج منه اليوم".
وتابع: "هذا المشهد اليوم، الذي نقدره ونحترمه ونشجعه ونعرف معناه في هذا النصاب الوطني المكتمل اليوم، ما قام به وليد جنبلاط والبطريرك صفير والقوى السياسية في هذا الجبل ليس عرضة للمساومة. المصالحة التي حصلت في الجبل ليست عرضة للمساومة ولا عرضة للتساهل بها مع احد تحت اي عنوان من العناوين. هذه رسالة وليد جنبلاط، وهذا حرص وليد جنبلاط ولو بقي لنا نائب واحد، ولو لم يبق لنا نواب في المجلس النيابي، قالها تيمور جنبلاط ونكررها. نحن هنا موجودون وسنبقى، لا نبقى بالنيابات والوزارات، نبقى بهذا الجمهور وبهذا النصاب الوطني وهذا المكسب الكبير الذي اسمه المصالحة في الجبل ونتمسك بها".
وحيا الحضور "باسم وليد جنبلاط وباسم تيمور جنبلاط وباسم الحزب التقدمي الاشتراكي الشرفاء في الجبل هذا الجبل والمناضلين في اقليم الخروب، الذين باسم الحزب التقدمي الاشتراكي واحتراما لهم ولنضالاتهم، هؤلاء الذين كانوا الى جانب المعلم الشهيد كمال جنبلاط في معمودية التأسيس، يوم كان خيار الانتماء الى الحزب التقدمي الاشتراكي خيارا مكلفا مؤلما، يوم كان الخيار الانتماء الى براقة العروبة خيارا مكلفا ومؤلما وموجعا، نحن يا رفاق نعتز بكم، سنكمل المسيرة التي دشنتموها واطلقتموها مع المعلم الشهيد كمال جنبلاط، حسبنا اننا نسعى لأن نكون اوفياء لكم ولرسالتكم، نسير الدرب عينها والمسيرة عينها ولو قل تاركوها، فلا تكرهوا الصعاب ولو كثرت التحديات".
وختم أبو فاعور: "التحية الى اقليم الخروب، هذا الاقليم الذي مهما جرى من قوانين وصيغ واقتراحات ومن صبيانيات انتخابية، لن يحول بيننا وبين الاقليم حائل، ولن يفصل بيننا وبين الاقليم باطل، ولن يقرر علاقتنا بالاقليم متحدث وسياسي زائل".
بعد ذلك سلم تيمور وابو فاعور وترو المكرمين شهاداتهم.