كرم مجلس القضاء الاعلى ورؤساء ومستشارو محكمة التمييز، قبل ظهر اليوم، القاضي نبيل صاري لمناسبة احالته على التقاعد، في لقاء جمع رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد والنائب العام التمييزي القاضي سمير حمود واعضاء مجلس القضاء الاعلى ورؤساء ومستشارو غرف محكمة التمييز والمحامون العامون لدى محكمة التمييز والمساعدون القضائيون في القاعة الكبرى لمحكمة التمييز.
فهد
وللمناسبة، ألقى القاضي فهد كلمة قال فيها: "نجتمع اليوم معا، عائلة محكمة التمييز وعائلة هيئة التفتيش القضائي، للمرة الثالثة في هذا العام القضائي، لنكرم زميلا عزيزا علينا، دعاه القانون إلى الترجل عن جواده دون ان يترجل عن أداء رسالته، بعدما أدى قسطه في إحقاق الحق وفي إعلاء شأن دولة القانون، سواء في قراراته القضائية أم في تحقيقاته العدلية".
اضاف: "حضرة الرئيس النبيل، ما كنت إلا نبيلا في اخلاقك، حازما في قراراتك، حاملا دوما صارية العدالة. في أحلك الظروف، وجدنا فيك اقداما في العمل وتواضعا في المعاملة، وبشاشة دائمة في الوجه. لقد ساهمت مساهمة فعالة في معركة مكافحة الإرهاب وتثبيت دولة القانون، في وجه أولئك الذين لم يتورعوا عن استهداف احد أسس الدولة، عبر التعرض لجيشها. أبيت في التحقيقات العدلية التي توليتها ان يبقى فاعل أو متدخل أو محرض فوق القانون. لم تثنك الصعاب او المخاطر أو أساليب الترهيب عن سد ثغرات التحقيق الأولي. بجهد كبير ومثابرة حثيثة، مضيت في عملك، وأصدرت قرارين ظنيين خلال وقت قصير، وأخذت العدالة مجراها امام المجلس العدلي. وأنني في هذه المناسبة آمل أن تقترن جميع التحقيقات العدلية العالقة لدى قضاة التحقيق العدليين بقرارات ظنية.
ولا ننسى انك مثلت القضاء خير تمثيل في مؤتمرات عدة، ومثلت محكمة التمييز لسنوات عدة في مؤتمر الهند للمحاكم العليا".
وتابع: "انك، طوال مسيرتك القضائية التي بدأتها آتيا من بين المحامين، سواء كمستشار لدى محكمة الاستئناف او قاض منفرد او رئيس لمجلس العمل التحكيمي أو مستشار لدى محكمة التمييز، قد أديت واجبك وحفظت للقضاء شرفه"، مؤكدا "ان شرف القضاء هو اساس ثقة المواطن بالسلطة القضائية، وما الضجات الإعلامية التي ترافق زلات بعض القضاة متى حصلت، وهي نادرة، سوى مؤشر على أهمية شرف القضاء وواجب صونه والمحافظة عليه".
وقال: "ايها الزميل العزيز، أنك من معشر القضاة الذين تحفل بهم قصور العدل فوجا بعد فوج، فنفتخر بهم ونسير معهم على دروب إحقاق الحق وسيادة العدالة. لقد احتفلنا منذ يومين بعيد الأم، وأنني لمتأكد من أن الأمهات سوف يحفظن لك مساهمتك في رفع سن الحضانة لدى الطائفة السنية الكريمة إلى 12 سنة و15 سنة في بعض الاحيان، حينما توليت مهام التفتيش لدى القضاء الشرعي".
وختم: "ستظل حاضرا بيننا كما أنت دوما. دمت نبيلا، وندعو لك بالصحة والعطاء في ميادين جديدة، ولك منا كل محبة".
صاري
ثم تحدث القاضي صاري، شاكرا الرئيس الاول لمحكمة التمييز ومجلس القضاء الاعلى وعبركم لكل السادة الرؤساء والزملاء والقوى الامنية والمساعدين القضائيين وللاعلام حارس هيكل العدالة".
وقال صاري: "شهد سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الدكتور عبد اللطيف دريان بشخصي لدى انتهاء مهامي في مجلس القضاء الشرعي الاسلامي الاعلى، وقال: ما وجدت رجلا مثل نبيل صاري يصطدم باي حائط يصادفه في طريقه ولا يزيح عنه". وأعود لاردد الآن ماقلته آنذاك انني بفضل الإيمان والعلم والصدق ما إصطدمت بحائط إلا تفتت بقوة الحق والعدالة".
اضاف: "أشكركم شخصيا سيدي الرئيس واشكر السادة الزملاء و كل من تعاونت معه في مسيرتي الطويلة على الدعم، وآمل ان اكون قد وفقت لخدمة الحق والانسان. القضاء رسالة وسلطة للحق وليس وظيفة، وبفضلكم وفضل جميع المخلصين سيحقق القضاء رسالته للقضاء على الفساد وعلى الفاسدين، ولتكن كلمة الله في احقاق الحق هي العليا، راجيا من الله تعالى ان اكون قد وفقت، خصوصا وانني لم اوقع يوما قرارا يخالف قناعاتي واستلهمت نصرة المظلوم وتحقيق المساواة. وسأبقى على العهد بدعم مسيرة السلطة القضائية واستقلاليتها في خدمة الوطن والانسانية، وانا اؤمن ان ليس هناك ما يخيف بل هناك من يخاف".
وفي الختام، قدم القاضي فهد الى صاري هدية تذكارية تقديرا لعطاءاته.