التبويبات الأساسية

عواصم القرار “تعترف” بطرابلس عاصمة اقتصادية للبنان والمنطقة

نجحت طرابلس في طرد الإرهاب فضمنت جواز العبور إلى ثقة الأسرة الدولية

أثمرت جهود دبوسي فأصبحت الفيحاء جزءاً من خريطة الاقتصاد العربي والدولي
أحمد الأيوبي

شكّلت زيارة وفد السفارة الأميركية إلى غرفة طرابلس إشارة جديدة إلى موقع وأهمية مدينة طرابلس وإلى المكانة التي تحتلها الغرفة في عيون المجتمع الدولي. فرغم شمول الانهيار المالي والاقتصادي مختلف جوانب الحياة الاجتماعية، غير أنّ هذه المؤسّسة بقيت صامدة تفتح أبوابها أمام جميع المبادرات الهادفة إلى تخفيف المعاناة على المواطنين، من غير أن تنسي الضغوط رئيسها توفيق دبوسي أنّ هناك هدفاً أساساً هو مشروع لنهضة بطرابلس عاصمة اقتصادية للبنان، وبالتبشير بمشروع طرابلس الكبرى، بمرافقها وميماتها: المرفأ، المعرض، المطار، والمصفاة، القابلة دائماً للحياة والازدهار.

ليس عادياً إصرار عواصم العالم على تأكيد مكانة طرابلس في ظلّ الانهيار
ليس عادياً أن يتواصل اهتمام عواصم العالم الكبرى بنشاط غرفة طرابلس، وليس عادياً أيضاً أن يتعمّق العمل على ترسيخ حقيقة أن هناك فرصاً واقعية لتنفيذ مشاريع استثمارية كبرى، تنقل عاصمة من حالة التهميش الراهنة إلى الريادة الاقتصادية والحضارية.. إنّما أصبح توفيق دبوسي معتاداً على إدارة الدبلوماسية الاقتصادية بالكثير من البراعة والخبرة والتواضع، باحثاً دوماً عن كيفية استخلاص المصالح العامة مهما بدا المشهد سوداوياً أو صعباً.

في رحاب غرفة طرابلس، إستمع القائم باعمال السفارة الاميركية في لبنان ريتشارد مايكلز، ورئيس الغرفة التجارية اللبنانية الاميركية سليم الزعني، ورئيس مجموعة جلاد وممثل لشركتي كاتربيلر وجون ديري طارق جلاد، والمدير الوطني لشركة فايزر رواد جبرايل، وفاعليات إقتصادية وإجتماعية وأكاديميون ومستشارون وخبراء في القطاع العام والخاص.. إلى رؤية الرئيس دبوسي حول سبل تحقيق النهوض الاقتصادي اللبناني من طرابلس الكبرى”، فكانت جولة في تفاصيل هذا المشروع الممتدّ من ميناء المدينة حتى شواطئ عكار، والمتعامد من الساحل حتى شموخ جبال الأرز، والمتلاقي مع جوار الكورة وزغرتا، والممتدّ تواصلاً حتى البترون.
خلاصات اليوم الأميركيفي غرفة طرابلس
في ختام اليوم الأميركي في طرابلس أمكن استخلاص النتائج الآتية:

ــ أنّ الرئيس دبوسي قدّم خطاباً متقناً نحو الوفد الأميركي وتمكّن من إيصال الرسالة المتوازنة المبنية على إرادة الانفتاح والتعاون وعلى قدرات طرابلس وإمكاناتها، وأنّها لا تستجدي المعونة أو الشفقة، وإنّما تريد الاستثمار المتكافئ المؤدي إلى التنمية الحقيقية.
كما أحسن دبوسي تقديم القيم المشتركة بين الشعبين اللبناني والأميركي، وأهمّها الحرية والعدالة وحقوق الإنسان.

ــ أنّ طرابلس نجحت في التصدّي لكلّ محاولات تشويهها وربطها بالإرهاب، فهي مدينة نابذة لهذه الآفة، تاريخها القديم والحديث راسخ في الاعتدال والشراكة الإسلامية المسيحية، وهي مدينة المطارنة الأربعة والمساجد والكنائس الغارقة في العراقة والتاريخ.

كان نجاح طرابلس في التصدي للإرهاب مفتاح الاستقرار وجواز عبورها لتكون مدينة إقليمية وعالمية، تنتظر تعافي لبنان، وتستعدّ لالتقاط فرصتها الكبرى.

ــ تأكيد مكانة طرابلس بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية وموقع واشنطن بالنسبة للبنان وطرابلس، فعاصمة الشمال مدينة منفتحة وقادرة على إدارة أفضل العلاقات مع المجتمع الدولي، والتقدّم بمشاريع تنموية تستجيب لحاجات المجتمع المحلي، ونحو استقطاب استثمارات عالية المستوى، عربياً، إقليمياً ودولياً.. ممّا يجعلها في مصافّ المدن القابلة للازدهار والإشعاع، على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والإنساني، بما تحمله من ذخيرة حضارية في تاريخها حاضرها وتنوّعها الديني والثقافي.

ــ رسمت زيارة الوفد الأميركي مشهداً عزّز حقيقة دور غرفة طرابلس الكبرى كمرجعية جاذبة في عالم الاقتصاد، تأتي إليها وفود عواصم العالم، فتُبهَرُ بما وصلت إليه، وتتبنّى رؤيتها ومشاريعها لطرابلس ولبنان والمنطقة.

ــ أصبحت طرابلس اليوم مقصداً لخدمة سائر المناطق من خلال مبادراتها في مجالات الصناعة والزراعة والتجارة، ومن خلال مختبراتها ذات الجودة العالمية وخدماتها المتصلة بمعالجة الأزمات وتدخّلها في مجالات توفير الأمن الغذائي والطاقة النظيفة وحسن التواصل مع العالم.

لم يعد من باب الأمنيات الحديث عن مكانة الفيحاء الدولية، فبإصرار توفيق دبوسي أصبحت سفارات العالم الكبرى تتعاطى مع المدينة على أنّها مستقبل لبنان الواعد، وأنّها مرفأه الصاعد ومطاره الآتي ولو بعد حين، واقتصاده الناهض من الشمال حيث الفرص والإمكانات التي لا تنتهي.. وأصبحت المدينة جزءاً من خريطة الاقتصاد العربي والدولي، شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، وها هي سفارات الدول الكبرى تعترف بها عاصمة لا يمكن تجاوزها للبنان والمنطقة.

صورة editor3

editor3