صلاة مسكونيّة في دير سيّدة الزيارة، لبنان
برعاية غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي
برعاية غبطة بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي إختتم مجلس كنائس الشرق الأوسط أيّام "موسم الخليقة" 2021، والّذي أطلق فعاليّاته للمرّة الأولى في المشرق، في خدمة صلاة مسكونيّة، يوم الأحد 3 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2021، بضيافة كريمة من غبطته الذي إختار دير سيّدة الزيارة، معهد وجمعيّة فيلوكاليّا عينطورة، كسروان – لبنان، المرمّم حديثًا للاحتفال.
ترأس الصّلاة النّائب البطريركيّ العام على نيابة صربا المارونيّة سيادة المطران بولس روحانا ممثّلًا غبطة البطريرك الرّاعي، وشارك فيها كلّ من رئيس الإتّحاد الإنجيليّ الوطنيّ في لبنان، ورئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن عائلة الكنائس الإنجيليّة سيادة القسّ د. حبيب بدر، النّائب البطريركيّ المارونيّ العام المطران حنّا علوان، أصحاب السّيادة راعي أبرشيّة جبل لبنان للسّريان الأرثوذكس المطران جورج صليبا، النّائب البطريركيّ لكنيسة الأرمن الكاثوليك في لبنان المطران جورج أسادوريان، النّائب البطريركيّ العام للسّريان الكاثوليك في بيروت المطران مار ماتياس شارل مراد، المونسنيور رفائيل طرابلسي ممثّل رئيس الطائفة الكلدانيّة في لبنان سيادة المطران ميشال قصارجي، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس، راعي كنيسة الأقباط الكاثوليك في لبنان الأب أنطونيوس إبراهيم، منسّق مكتب رعويّة الشّبيبة في الدائرة البطريركيّة المارونيّة المونسنيور توفيق بو هدير ورئيس بلدية عينطورة – كسروان المهندس لبيب عقيقي.
أما رئيسة جمعيّة فيلوكاليّا الأخت د. مارانا سعد ونائب رئيس الجمعيّة الأب فريد صعب إضافةً إلى لجنة العدالة البيئيّة في مجلس كنائس الشرق فتولوا التحضير للإحتفال المسكوني الذي جمع المؤمنين من مختلف العائلات الكنسيّة.
كما أحيا الإحتفال أعضاء من جوقة فيلوكاليّا وقدّموا باقة من الترانيم التسبيحيّة لتمجيد الخالق. وتخلّل الإحتفال خدمة الصّلاة المسكونيّة الخاصّة بـ"موسم الخليقة".
وبإسم غبطة الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي ألقى سيادة المطران بولس روحانا كلمة رحّب فيها بالحضور وبكلّ من عمل من أجل تنفيذ مشروع "موسم الخليقة" وتنظيم الإحتفال الختاميّ. ومما قاله "... تسبيح الخالق والثقافة البيئيّة ليست ترفًا فكريًّا على الإطلاق، إنّها من صميم رسالة الكنائس والمجتمعات المدنيّة للمحافظة على سلامة البيت المشترك الّذي هو بمثابة الخير العام. تحت سقفه المقدّس تنتظم مصالح الأفراد والجماعات لنعيش معًا بإتّفاق، أزمنة سلم، وشراكة ومساواة في الحقوق والواجبات".
وأضاف "بارك الله جهود المسؤولين في بلدنا لبنان ومعهم أصحاب الإرادة الصّالحة فيعيروا في مشروعهم الإصلاحيّ الثقافة البيئيّة حقّ إعتبارها في المناهج التربويّة والتشريع وتنفيذ القوانين من دون محاباة، إلى أن نتوصّل إلى إيجاد حلول جذريّة للمشاكل البيئيّة الكثيرة في مجال الماء والكهرباء والنفايات والفوضى العمرانيّة... الّتي يرزح تحتها منذ عقود شعبنا بسبب الإهمال...".
بدوره ألقى الأمين العام د. ميشال عبس كلمةً عرض فيها لدور المجلس والمسار الّذي قام به من أجل إطلاق فعاليّات "موسم الخليقة" في المشرق، وشدّد على حرص المجلس على نقل الثّقافة البيئيّة إلى المنطقة حيث "أتى المشروع في التوقيت المناسب، والرّبّ يوقّت الأمور الّتي تعمل للخير للّذين يحبّونه".
شكر د. عبس كلّ من عمل على تنفيذ وإنجاح هذا الموسم وتابع "اليوم هو نهاية البداية، أي الفصل الأوّل من كتاب البيئة، عطيّة الخالق للإنسان، إذ كرّمه بها، كما كرّمه بأمور جمّة... اليوم نفتتح الفصول التالية من كتاب الخليقة، إذ أنّ لنا دور أساسيّ في حماية هذه الهبة، وبكلّ الوسائل، وهي ليست بقليلة بتصرّف كنيسة المسيح".
أضاف "هذا نموذج للعمل الجماعيّ المؤمن الهادف القائم على المحبّة والكفاءة. هذا نموذج لما يستطيع أن يجترحه مسيحيّو المشرق – لا بل كلّ أهل المشرق – إذا أحسنوا التعاضد والمؤازرة وشبك الأيادي. إنّ أبناء أمّتنا مدعوّون إلى التضامن من أجل حماية البيئة...".
ودعا د. عبس إلى "أخذ الإشكاليّة البيئيّة على محمل الجدّ وجعل حماية البيئة وإصلاحها وتنميتها بندًا أوّلًا على جدول أعمال حياتنا اليوميّة وغدنا. إنّ الإستباق هو أفضل أنواع العلاج".
في الختام، قدّم مجلس كنائس الشرق الأوسط شجرة بلح كذكرى للمناسبة حيث قام الأمين العام د. ميشال عبس والأخت د. مارانا سعد بغرسها في الحديقة عند المدخل الرّئيس لدير سيّدة الزيارة