اعتبرت مصادر معنية باتصالات تأليف الحكومة الجديدة عبر صحيفة "الحياة" أن "فريق 8 آذار ما زال على توجسه من تحالف الثنائي المسيحي، أي "التيار الوطني الحر" و "القوات اللبنانية" من جهة، ومن التفاهم بين رئيس الجمهورية ميشال عون ولرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من جهة ثانية".
ورأت أنه "قبل انتخاب عون وبعده، عبّر الثنائي الشيعي عن هذا التوجس الذي ما زال قائماً على رغم نفي الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله التقارير الصحافية التي نشرت في هذا الصدد، من باب طمأنة عون إلى أن لا ارتياب في توجهاته وتحالفه مع الحزب"، معتبرةً أن "رئيس مجلس انواب نبيه بري كان عبّر عن رغبته في مواجهة تحالف عون- "القوات"، بالميل إلى السعي للحصول على الثلث المعطل في الحكومة من دون احتساب حصة عون في الحكومة، لأنه بات حليفا لـ"القوات"، مثلما كان عبّر عن غضبه حيال اتفاق الحريري مع عون على الرئاسة ومفاعيل كل ذلك تجري ترجمتها في المناورات المتعلقة بتشكيل الحكومة الآن".
ولفتت إلى أن "الثنائي الشيعي يعتمد سياسة القضم والخطوة خطوة في الحصول على مطالبه السياسية من الحكومة، فخاض بداية معركة الحؤول دون حصول "القوات" على حقيبة سيادية أي الدفاع ثم نجح في انتزاع حقيبة خدماتية كانت أعطيت للقوات هي وزارة الأشغال، لتصبح في يد من يمثل الحليف رئيس "المردة" النائب سليمان فرنجية"، مشيرةً إلى أن "الخطوة التالية هي اشتراطه و "حزب الله" توسيع الحكومة من 24 إلى 30 وزيراً من أجل تمثيل حلفائه الآخرين، أي الحزب "السوري القومي الاجتماعي" رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان، فضلاً عن أن هذا التوسيع يكسبه وزيراً شيعياً سادساً، ما يجعل عدد وزراء الثنائي الشيعي 9، ويصبح 10 إذا صح أن عون قد يسمي الوزير السابق يعقوب الصراف لحقيبة الدفاع التي باتت من حصته ما يعني الحصول على ثلث الوزراء في الصيغة الثلاثينية، فينقصه وزير واحد ليحصل على الثلث المعطل أي الثلث +1 قد يكون من بين وزراء أصدقاء للعهد ولقوى 8 آذار معاً، فيصبح الثلث المعطل مكسباً مقنعاً، له مفاعيله في التصويت داخل مجلس الوزراء في القضايا الأساسية، ومنها التعيينات الإدارية في الفئة الأولى التي تحتاج ثلثي عدد الوزراء، وهو ما ينص عليه الدستور".
وأشارت المصادر إلى أن "سعي قوى 8 آذار إلى رفع عدد وزرائها يضاف إلى المشاكل التي يمكن أن تحشر الحليفين عون والقوات، والتي تنشأ عن توسيع الحكومة بعد أن كانت الحقائب توزعت، إثر أخذ ورد لأسابيع، على الفرقاء السياسيين في صيغة الـ24 وزيراً"، معتبرةً أن "إشراك حزب "الكتائب اللبنانية" على رغم أنه ليس من قوى 8 آذار، مع مطالبته بحقيبة، يتطلب نزع حقيبة من وزراء عون أو "القوات".
وأكدت أن "هذا الاضطراب الناجم عن توسيع الحكومة يؤدي إلى مناوشات واشتباكات ومماحكات بين الحلفاء وبين القوى التي ستضمها الحكومة، فيؤخر قيامها" ورأت أن "قوى 8 آذار تتذرع بحجة أنها كانت تؤخر تأليف الحكومات السابقة من أجل تلبية مطالب الحليف العماد عون وتضامناً معه"، متسائلة "لماذا لا تفعل لمصلحة الحلفاء الآخرين الآن؟