ماكرون...أنا فيروز نصبتني الآذان ملاكاً
فينيقيّاً على أوتار الأحلام الهاجعة في شفاه الموسيقى...ماكرون..عندما غنّيتُ للبنان الذي استسمته أغصانه "فداكَ السروُ والبانُ"، ابتسم الفجرُ في أحضان يقظة الليل الأخيرة وانتفض العزُ على صولجان الأرز الشامخ...لكنّي استيقظتُ ذات يوم رماديٍّ حزين على وقعِ الأنين في شحوب الشوارع...غطّت الدماءُ الأزقّة والبيوت وحلّ الدمارُ في مفاصل بيروت..رأيتُ شعبي وقد أهووا عليه بفؤوس الذل وأتحفوه قهراً..كتموا أنفاس الحرية التي طالما تغنّيتُ بها وقلت "طلعنا على الريح طلعنا على الشمس..طلعنا عَ الحرية"..فإذا بنا ننزلُ بأرواحنا الى قيعان القمع وحضيض الفقر المدقع..وبيروت...ماذا أخبرك عنها ؟..بيروت من قلبي سلامٌ لها..وجهُها السامق تلوّث بخطاياهم السوداء...عرّوها من ثوبها العاجيِّ ليلبسوها ثوبَ الحداد فتهاوت ثم قامت مثل زنوبيا وصرخت:" بس اللي بيبقى، اللي وحدو بيبقى/ شرف الوقفة، الصرخة بوجه الظلم..أنا زنوبيا ملكة المملكة النبيلة/ لأجل الحرية بختار الموت، عطوني كاس الموت"لكنّنا أبينا سيدي مكرون أن نقدّمَ لها كأس الموت..فديناها بدماء أولادنا وأهلنا وأحبائنا.. تحمّلنا الجوع وقلنا ليس بالخبز وحده يحيا الانسان..ولم يتركنا الله..لم نتهالك أمام القمع والاستفزاز والرصاص والتهديد...دوى الانفجارُ الأخير في قلوبنا قبل آذاننا وسحقَ أحلام شعبٍ راقٍ وجميل..."سكروا الشوارع عتموا الشارات زرعوا المدافع هجروا الساحات"...وصبرنا..صبرنا كثيرا ..حتى اعتقدوا أننا نضارعُ أيوب صبرا فازدادوا تهويلا وازددنا صبرا...نحن الشعب اللبناني يد واحدة ننفض الرماد الذي تراكم من المسؤولين على وطننا ..الردمُ كبير ولكنّ العزيمة وحبّ الوطن أكبر...وظلام المحن لا يهلكه الا النور... أهلا بك مكرون في بلدي...الكرامة غضب والمحبة غضب والغضب الأحلى بلدي...