بعد تفجير 4 آب، اعتبر الرئيس اللبناني ميشال عون أنّ الحصار الدولي قد انفكّ على السلطة اللبنانية. وسرعان ما انطلقت الاتصالات الدولية لمساعدة اللبنانيين، حكومات وجهات مانحة ومنظمات إغاثية، صبّت كلّها في إطار دعم الشعب اللبناني حصراً لا سلطته، عكس ما توهم عون. جاء التفجير ليؤكد اهتزاز أمن لبنان، بعد اهتزاز اقتصاده ووضعه المالي. الأمر الذي يدفع آلاف اللبنانيين إلى مغادرته أو المباشرة بتقديم طلبات الهجرة أو اللجوء إلى مختلف دول العالم. وفي هذا الإطار، شهدت الساعات الأخيرة إعادة فتح بعض الدول أبوابها أمام اللبنانيين، وأبرزها فرنسا وكندا، وهما في الأساس من أكبر الدول التي تضمّ جاليات لبنانية لأسباب مختلفة.
التأشيرات الفرنسية
استأنفت الدولة الفرنسية إصدار التأشيرات للبنانيين بعد انقطاع أكثر من شهر، وتوقّف عمل الشركات المتعاقدة مع دول الاتحاد الأوروبي التي تقدم خدمة طلب التأشيرات، بسبب أزمة كورونا. لكن يبدو أنّ وقع جريمة تفجير مرفأ بيروت كان أكبر من الجائحة. فأعلنت الخارجية الفرنسية أنّ “فرنسا قررت، استثنائياً، استئناف النظر وإصدار التأشيرات للمواطنين اللبنانيين المقيمين في لبنان، من دون أي قيود، بخلاف الشروط المعتادة لقبول الإقامة والسماح بالعودة لدخول أراضيها”. وأكدت الخارجية، في بيان صادر عنها، إلى أنّ الخطوة تندرج في إطار مبادر التضامن مع الشعب اللبناني “وتجري ضمن احترام صارم للمتطلبات الصحية المرتبطة بوباء كورونا”، مؤكدةً خضوع اللبنانيين لاختبار الإصابة فور وصولهم إلى فرنسا، وضرورة التزامهم الحجر لمدة أسبوعين، في حال كانت النتيجة موجبة.
الموقف الكندي
أما من كندا، فخرج موقف مشترك وواضح عن وزير الهجرة واللاجئين ماركو منديسينو ووزير الخارجية فرانسوا فيليب شامباين، “عن تشكيل فريق عام خاص لتقديم الخدمات القنصلية والردّ والبت بشكل سريع بكل المواضيع المتعلّقة بالهجرة”. كما أكد الوزيران على تمكّن “اللبنانيين الموجودين مؤقتاً في كندا (زيارات أو تأشيرات سياحية) من تمديد إقاماتهم فيها في حال كانوا عاجزين عن العودة إلى بلادهم بفعل التفجير”.
التحذيرات الكندية
وكانت الحكومة الكندية قد نشرت تعميماً على موقعها الإلكتروني، يوم 12 آب الجاري، تطلب من رعاياها في لبنان التنبّه من التجوّل أو التوجّه إلى البعض المناطق اللبنانية. وجاء في التعميم “ضرورة توخّي الحذر الشديد في لبنان بسبب الظروف الأمنية غير المتوقعة وغير المستقرة، وخطر ووقوع هجمات إرهابية”. وجاء في التعميم التحذيري التأكيد على تجنّب التواجد بشكل كامل في الضاحية الجنوبية لبيروت (وخصّت بالذكر، برج البراجنة والشياح والغبيري وحارة حريك والليلكي والمريجة والرويس)، والمناطق الحدودية مع سوريا ومنطقة البقاع وباب التبانة وجبل محسن والمخيمات الفلسطينية وجنوب نهر الليطاني. كما دعت إلى تجنّب التواجد غير الضروري في الطريق الجديدة في بيروت، وبعلبك وشمالي لبنان.
المساعدات الكندية
وكان قد وصل إلى بيروت اليوم، وفد من مؤسسي التجمّع اللبناني-الكندي يرأسه محمد فقيه في زيارة تستمرّ لأسبوع، بهدف الاطلاع على مسار المساعدات الكندية لإغاثة المنكوبين من تفجير بيروت. وحسب ما قال فقيه فإنّ الزيارة “هي للتأكد من أنّ كل المساعدات التي قدّمتها الحكومة الكندية والجالية اللبنانية في كندا قد وصلت إلى المتضرّرين، وفق ما أكد عليه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بأن المساعدات هي من الشعب وإلى الشعب”.