لا يمكن اعتبار السقوط الكبير لمانشستر سيتي أمام ليستر سيتي بأربعة أهداف مقابل هدفين في الدوري الممتاز لكرة القدم حدثاً عابراً بتوقيته وأحداثه، خاصة وانه جاء ليضع الكثير من علامات الاستفهام حول "طوفان" التفاؤل الذي أرساه تعاقد النادي الإنكليزي مع المدرب بيب غوارديولا مطلع هذا الموسم بعد مسيرة ناجحة في كل من برشلونة وبايرن ميونيخ.
حاول غوارديولا إحداث صدمة في الملاعب الإنكليزية فور بدء "البريمييرليغ" بعد تحقيقه ستة انتصارات متتالية في الدوري قبل أن يستفيق على واقع مؤلم أظهر حاجته لمزيد من الخبرة في دوري أثبت أنه الأقوى تكتيكياً في السنوات الماضية، وأظهر ان بيب في إنكلترا ليس هو في كل من اسبانيا وألمانيا.
ومما لا شك فيه ان تحقيق السيتي لثلاثة انتصارات فقط في المباريات التسع الأخيرة يؤكد بما لا يدع للشك مجالاً ان هناك أزمة تعصف بالفريق الذي ما يزال غير قادر على استيعاب خطة المدرب الاسباني في الوقت الذي بدا ان خط الدفاع ليس بحاجة الى ترميم فحسب إنما لإعادة بناء.
لطالما اعتبر الكثيرون ان وجود غوارديولا في الدوري الانكليزي سيرفع من حدة المنافسة على اللقب خاصة في ظل تواجد مدرب قدير يملك سجلاً حافلاً مع الألقاب المحلية والأوروبية، لكن هؤلاء غفل عنهم ان مانشستر سيتي ليس برشلونة أو بايرن ميونيخ حيث بإمكان الفريقين اللعب حتى بوجود مدرب مغمور في ظل كوكبة من الأسماء لديهما.
واذا كان غوارديولا هو أحد أفضل ثلاثة مدربين في العالم، الا ان ذلك لا يعني بالضرورة انه قادر على التتويج بلقب الدوري الانكليزي من المحاولة الأولى على الرغم من ان الوقت ما يزال مبكراً للحديث عمن سيصعد الى منصة التتويج مع نهاية الموسم، لكن في المقابل لا يمكن مقارنة خبرة بيب في الدوري الممتاز مع مسيرة كل من أرسين فينغر او جوزيه مورينيو.
إذا كان مورينيو الذي قضى سنوات في الدوري الانكليزي عبر تدريب تشلسي على فترتين غير قادر على تقديم فلسفته لفريقه الجديد مانشستر يونايتد، فما بالك بمدرب جديد في الدوري يدرب فريقاً لا يضم ليونيل ميسي، أنييستا، آريين روبن، روبرت ليفاندوفسكي أو توماس مولر!
لسنا هنا بصدد التقليل من قدرات بيب غوارديولا، لكن خوض غمار الدوري الانكليزي ليس بالنزهة السهلة خاصة اذا ما عرفنا ان لا نتائج مضمونة في كل مرحلة وعليه فإنك قد تتعرض للخسارة او التعادل من فريق يتذيل القائمة أو تفور على فريق كبير بعدد من الأهداف.
ومما لا شك فيه ان هذا الأمر أعطى الدوري الانكليزي ميزة قد لا نجدها في بقية الدوريات الاوروبية، لذلك قد يكون غوارديولا دخل بقدميه الى ما يشبه "المستنقع" وهو ما يفسر عدم قدرة اي فريق على الاحتفاظ بلقب الدوري في المواسم السبعة الاخيرة.
ربما لن يحتاج المدرب الاسباني للكثير من اجل النهوض مجددا لكن الثبات قد يكون صعباً مع وجود ثلاث وعشرين مباراة من عمر الدوري الانكليزي لكرة القدم