بقلم: رئيسة جماعة يسوع خبز الحياة السيدة فانا يوسف كيشيشيان.
"باسمك يسوع اجتمعنا الليلة كي نجدد النعم بمشروع الله خلاصي، وباسمك جئنا لنضع أفكارنا وأعمالنا بين يديك، كي تمنحنا الغفران والمغفرة على جميع ذنوبنا والوقت بتوبة حقيقية في هذا الزمن القاسي الذي حكم العالم بوباء كورونا وحوله إلى عولمة سوداوية عزلت الحجر والبشر.
نعم، إنه زمن سفينة الرحمة الذي يوجب علينا أن نقف إلى جانب بعضنا البعض يدا واحدة لنتعاضد سويا ونتكافل من أجل خلاص وطننا وشعبنا من هذا الوباء الذي بات يتهدد حياة العائلات الفقيرة والميسورة.
نعم، إنه الزمن الذي تساوى فيه البشر، والكل يبحث عن طريق النجاة، إنه طريق العودة إلى الإيمان والجوع إلى كلمة الله، والتعطش لملامسة حنان الأخوة المحتاجين، والدخول إلى منازلهم والإصغاء إليهم والاستجابة إلى نداءاتهم واحتياجاتهم عوضا عن البعد منهم خوفا من تفشي هذا الوباء.
نعم، إنه الزمن الذي بتنا نسأل فيه: هل نخاف من وباء صحي ولا نخاف من وباء الحقد والكراهية؟ هل نخاف من وباء يريد أن يعيدنا إلى قيمنا الروحية والاجتماعية ولا نخاف من حروب مدمرة دمرت الإنسان قلبا وكيانا؟ أين هو الضمير؟ هل الضمائر لا زالت نائمة أم ليست موجودة؟
الجواب؛ هو أن نفكر بضمير حي وان نساعد كل من هو بحاجة حتى لو داهمنا خطر الوباء، كيف لنا أن نبتعد عن انسان وهو مصاب عوضا من التقرب منه ومساعدته؟ كيف يمكن لنا أن نشهر بالأشخاص المصابين ونجعل منهم عناوين صحفية عوضا عن البحث عن سبل معالجتهم؛ هل هذا ما أراده الله منا. بالطبع لا لأن الرب أراد منا أن نواصل الصلاة من أجل المصابين وكل من يخاطر بصحته وحياته من أجل توفير العلاج ولقمة العيش لكل محتاج.
فيروس كورونا، أتى لنؤكد أن إلهنا ربنا السماوي هو مصدر كل عزاء ورجاء، هو علمنا قصص الحب والعطاء والتضامن وبث الأمل والسلام في نفوس المتألمين بطرق تخفف عنهم أوجاعهم.
نعم، نحن نعبر اليوم في صحراء الألم ونختبرها لنصل إلى أرض الميعاد، لتكون رحلة صحراء كورونا هي بمثابة انتقال من الموت إلى القيامة، لنزرع الأمل من خلال التضامن في الإيمان والعطاء لنكون أدوات لنعمة الله في هذه الشدة.
نعم، تذكروا يا اخوتي أن هذا الظرف الصعب هو فرصة أيضا لعيش مبادئنا الروحية والخلقية المتأصلة بإنجيلنا وقيمنا الاجتماعية. فالرب الذي رٱه العالم هزوما على الصليب، قام في اليوم الثالث ليهب العالم الخلاص.
لا تخافوا، تحلوا بالإيمان وعودوا إلى الانجيل.