اعتبر الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله، في إطلالة متلفزة خلال ذكرى أسبوع على اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما، أنّ "الرد على جريمة الإغتيال ليس عملية واحدة بل مسار طويل يجب أن يفضي إلى إخراج الأميركيين من المنطقة، وما حصل في قاعدة عين الأسد بالعراق، هو صفعة وليس الرد على اغتيال سليماني، ومن يريد اعتبار الأمر هو الرد هو مخطىء تماماً، بل هي بداية عسكرية قوية وخطوة أولى على طريق طويل للرد على هذه الجريمة".
وتابع: "بعد إيران، العراق هي الأولى بالرد على الجريمة لأنها حصلت على أراضيه وفي ظل السيادة العراقية، ولأنّ الجريمة استهدفت قائداً عراقيا كبيرا رسميا، وثالثا لانه استهدف الحاج سليماني واخوانه من المدافعين والمضحين دفاعاً عن الشعب العراقي"...
وقال إنّ "قاسم سليماني أصر على المجيء إلى الضاحية إبّان العدوان في صيف 2006، وبقي معنا طيلة فترة الحرب، وبعد انتهائها في 14 آب 2006 سألنا ما الذي نحتاجه قبل أن يغادر إلى طهران، فقلنا له إنّ أولوياتنا مسألة إيواء المهجرين من بيوتهم، فكان لنا ذلك وكانت المساهمة الإيرانية في إعادة الإعمار".
وأضاف: "مع توليه قيادة فيلق القدس، لم نعد نذهب إلى إيران، وكان يأتي إلينا ويساعدنا ويدعمنا ويفكر معنا ويقوينا، ولم يكن يشعر به أحد في لبنان. وفي العام 1998 و1999 كانت بداية مجيء سليماني الى لبنان، وكانت ذروة عمليات المقاومة التي أدّت إلى الإنتصار في العام 2000، كان الحاج سليماني شريكاً كاملاً في انتصار العام 2000، ومن واجبنا بعد شهادته أن نعلن هذه الحقيقة".
وتابع نصرالله: "كان معنا في الفكرة نفسها وهي أنه بعد التحرير سيظل لبنان في دائرة الخطر الإسرائيلي، لذلك كانت الحاجة إلى تطوير قدرات المقاومة لمنع أيّ اعتداء اسرائيلي على لبنان. وهنا بدأت مرحلة تطوير القدرات الصاروخية، وفي بعض الأحيان كنا نمل، لكن الحاج قاسم سليماني كان يقول لنا: ليس لديكم ترف الوقت". واعتبر أنّه "لو لم يتم إلحاق الهزيمة بداعش في حمص ومناطق أخرى، لما جرى إخراجها من جرود السلسلة الشرقية على الحدود مع سوريا"، مشيراً إلى "حضور سليماني بشخصه في هذه المعارك".
واستذكر "ما كانت تدعيه إسرائيل من ان لبنان حلقة ضعيفة، الى أن أصبح بعد الـ2000 وال2006 بمثابة تهديد استراتيجي لها، وصولا الى توصيف اسرائيل للمقاومة بالتهديد المباشر والوجودي"، وشدد على أن "كل ذلك كان بمباركة جمهورية إيران الإسلامية وتفاني الحاج سليماني".
كما نوه بصفات سليماني لجهة "عدم إشارته في أي يوم الى أنه قدم لنا المساعدات، بل على العكس كان يقول لنا وللمقاومة الفلسطينية إنني خادمكم، كما أنه لم يطلب منا شيئا ولم يعط أمرا". وأضاف: "لا أحد يستوعب أنه في زمن الإمام الخميني والإمام الخامنئي هناك قيادات تقدم المساعدات للمستضعفين والمظلومين".
وأكد ان "إيران تتعاطى معنا ومع المقاومة الفلسطينية على اننا حلفاء وليس أدوات إيرانية كما يتهمنا البعض، لأن هذا هو الإسلام السياسي الذي يعملون على تشويهه بدعم تنظيمات أمثال داعش".
ثم تحدث عن أبو مهدي المهندس، فقال: "علاقته مع سليماني كانت علاقة روح، كان تلميذا له، وكان المهندس صادقا، متواضعا، وكان الى جانب سليماني في مرحلة قتال داعش، وليس صدفة أن يختار الله لهما الشهادة سويا وأن تكون لهذه الشهادة أبعادها الكبيرة في الأمة".
وشدد على أنّ "داعش في العراق صنيعة أميركية مدعومة من بعض دول الخليج بالمال والسلاح والإعلام والغطاء والفتاوى والتحريض الطائفي، وداعش من أخطر المشاريع التي مرت على العراق. هنا كان دور الحاج قاسم الى حين استشهاده الى جانب الحشد الشعبي في تطهير العراق من داعش". وقال: "لو لم تنهزم داعش في العراق لسيطرت على العراق ولما انهزمت في سوريا، ولو لم تنهزم داعش في العراق وسوريا لكانت دول الخليج وتركيا في خطر".