اخر هذه الكوارث كانت الفاجعة الكبيرة يوم امس التي هزت لبنان باكمله وبلدتي السنديانة وعيدمون في محافظة عكار على وجه الخصوص برحيل الشابتين نادين علي محمد وريان محمود المقصود جراء حادث سير مروع اثناء عودتهما من عملهما، عند جسر البالما باتجاه مدينة طرابلس، المكان الذي يخافه الكثيرون ويطلقون عليه اسم "جسر الموت" بسبب الضحايا التي خلفها وما يزال يخلفها جراء حوادث السير المروعة والمستمرة عند هذا الجسر اسوة بالكثير من الطرقات اللبنانية التي تحصد يوميا شباب لبنان من دون حسيب او رقيب..
كثيرة كانت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي التي امتلأت بصور الشابتين مع كلمات الرثاء المؤثرة التي تظهر حالة الحزن والاسى التي عمت الاقارب والأصدقاء على هذا الموت المجاني الذي قطف زهرتين من زهرات هذا الوطن.
واكثر هذه التعليقات هي التي تظهر حجم الحرمان المتمادي بحق عكار، خصوصا ان شباب وشابات هذه المحافظة المنكوبة هم دائما ضحايا لقمة العيش وتحصيل العلم فالكثير منهم يخرج بحثا عما يفتقدونه فيها الى بيروت والمناطق الاخرى لتحقيق طموحاتهم، ويظهر ذلك صباح كل يوم حيث تشهد المحافظة هجرة داخلية من قوافل شبابية يسعون لتأمين حياة كريمة ومستقبل واعد.
اسئلة كثيرة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي وتداولها الناشطون في لبنان وفي عكار تحديدا، ابرزها: الى متى ستبقى الطرقات تحصد ارواح شباب وشابات عكار؟، الى متى سيبقى الحرمان يحيط بها؟ ، ولماذا هذا الغياب الكبير للدولة عن كل ما يحصل؟.. رحم الله ريان ونادين وألهم ذويهما الصبر والسلوان.. وحمى الله شباب لبنان من طرقات لا ترحم ومن عداد موت لا يتوقف.
المصدر: سفير الشمال