أثبتت دراسة حديثة حول أسطورة قديمة عن تفوق النساء في مجال القيام بمهام متعددة، أن الرجال قادرون على التوفيق بين العديد من المهام والوظائف في وقت واحد أيضا.
وعلى الرغم من سنوات من المزاعم حول عكس ذلك، اتضح أن الرجال والنساء على حد سواء قادرون على القيام بأكثر من مهمة في وقت واحد.
وتوصل فريق البحث، بقيادة الدكتورة باتريسيا هيرش من جامعة Aachen الألمانية، إلى الاستنتاج الأخير بعد تحليل حالات 48 رجلا و48 امرأة، بمتوسط عمر 24 عاما، في مهام تحديد الخطابات أو الأرقام.
وطُلب من المشاركين الانتباه إلى مهمتين في وقت واحد، في ما يسمى "تعدد المهام المتزامنة".
وقاس الباحثون زمن رد الفعل ودقته، ووجدوا أنه في حين أن تعدد المهام شكل صراعا حقيقيا لكل من الرجال والنساء، إلا أنه لم يكن هناك فرق بين الجنسين في أداء المهام.
وقالت الدكتورة هيرش: "هناك اعتقاد سائد على نطاق واسع بأن النساء يتفوقن على الرجال في القيام بمهام متعددة، ربما بسبب ميزة تطورية وممارسة وظائف واسعة النطاق، بما في ذلك تربية الأطفال وإدارة شؤون الأسرة والعمل خارج المنزل. وفي الواقع، أظهرت دراستان حديثتان أن غالبية المشاركين كانوا مقتنعين بوجود فروقات بين الجنسين في تعدد المهام، الذي أدى إلى تكاليف أداء كبيرة في جميع الظروف التجريبية دون وجود اختلاف كبير بين الجنسين، حتى عند السيطرة على الاختلافات بين الجنسين في القدرات المعرفية الكامنة".
واستطردت موضحة: "وبالتالي، فإن نتائجنا لا تؤكد الصورة النمطية الواسعة الانتشار التي تفيد بأن النساء أفضل من الرجال في القيام بمهام متعددة، على الأقل في إعدادات تعدد المهام الشائعة المتتابعة والمتزامنة المستخدمة في الدراسة الحالية".
وكشفت نتائج الدراسة أنه لا توجد فروق جوهرية بين الجنسين في أداء المهام المتعددة، التي تقيس في الغالب آليات التحكم المعرفي، مثل تحديث الذاكرة ومشاركة وفك ارتباط مجموعات المهام.
تجدر الإشارة إلى أن دراسة منفصلة وجدت أن نحو 80% من الناس يعتقدون أن النساء أفضل في أداء المهام المتعددة، مقارنة بالرجال.
ونُشرت الدراسة في مجلة PLOS ONE.