كانت عطلة نهاية الاسبوع، بالأحداث التي شهدتها وردود الفعل عليها، إقليمية ـ دولية بامتياز، وبدا معها الواقع اللبناني بما يحتويه من التباسات وتوترات تُباعِد بين الأطراف السياسية، تفصيلاً صغيراً جداً امام الوقائع التي تتسارع في المنطقة، وتهدّد بتدحرج التداعيات السلبية على اكثر من ساحة، وفق صحيفة "الجمهورية".
ولعلّ التصعيد الإيراني في مواجهة الاميركيين، والذي تدفع به إيران الى اعلى مستوياته في الملف النووي، هو العنوان الساخن لمرحلة جديدة مفتوحة على احتمالات واسعة، خصوصاً انّ طهران اعلنت في الساعات الأخيرة علناً أنّها قرّرت زيادة إضافية في تخصيب اليورانيوم، والى مستوى اعلى مما هو مسموح به في الاتفاق النووي، وهو الامر الذي أحدث اصداء شديدة السلبية في واشنطن وتل ابيب وكذلك لدى الشركاء الاوروبيين في الملف النووي.
قالت مصادر ديبلوماسية لـ"الجمهورية"، انّ المنطقة وسط هذه التطورات تتجّه الى التصعيد، وما يثير القلق، انّ مؤشرات هذا التصعيد توحي بأنّ رقعته ستكون واسعة، وتأثيراته ستنسحب على مساحة المنطقة.
لكن مرجعاً سياسياً لبنانياً قلّل من احتمالات التصعيد الخطير، وقال لـ"الجمهورية": "حتى الآن ما زلت اعتقد انّ احتمالات الحرب ضعيفة جداً، إلاّ أنّ ذلك لا يعني أنّها ليست ممكنة، والمؤسف اننا في لبنان ما زلنا نتلهى ببعض التفاصيل الصغيرة، والجولات السياسية في غير مكانها وزمانها، فيما المطلوب هو أن يستنفد لبنان كل طاقاته السياسية والرسمية في رصد تطورات المنطقة، ومحاولة بناء التحصينات الداخلية، وأقلّها إعادة ترتيب البيت الحكومي المفكّك حالياً. فعلى الأقل ان نكون جاهزين لأي احتمالات ومحاولة منع تمدّد سلبياتها الى لبنان في حال سلكت الأمور مسار التصعيد اياً كان شكله".
المصدر: الجمهورية