التبويبات الأساسية

اعتبر مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الروسية النائب السابق أمل أبو زيد في حديث الى برنامج "لبنان في اسبوع" الذي تعده وتقدمه الزميلة ناتالي عيسى عبر "اذاعة لبنان"، "ان زيارة الرئيس عون الى موسكو كانت ناجحة بجميع المقاييس اللبنانية والروسية بدليل تغطيات كل وسائل الاعلام الروسية للزيارة، بحيث تمت التغطية بشكل كامل ولاول مرة لزيارة رئيس دولة عربية الى روسيا".

ورأى "ان الزيارة وضعت اسسا لتفاهمات اقتصادية كبيرة بين البلدين والتي يحتاجها لبنان، بخاصة ان العلاقة بين لبنان وروسيا جيدة دبلوماسيا لكنها لم ترق الى المستويات المطلوبة في ما يتعلق بنا كلبنانيين"، مؤكدا "ان الزيارة بتوقيتها وبزمانها مهمة جدا لان لقاء القمة بما يمثل لبنان من اهمية جغرافية سياسية وجيوسياسية في الشرق الاوسط، يضاف اليها اهمية الرئيس ميشال عون الذي يعتبر انه يمثل شريحة كبيرة لبنانيا ولديه امتداد على مستوى المشرق العربي وتحديدا الانتماء المسيحي".

واشار ابو زيد الى الوفد المقلص الذي رافق الرئيس عون الى موسكو "بسبب عدم وجود اتفاقيات جاهزة ليتم وضعها على طاولة التوقيع لحضور وزراء"، لافتا الى "ان الرئيس عون دعي الى روسيا بصفته رئيسا للجمهورية يرافقه وزير الخارجية، وانه خلال الزيارة والنقاشات التي جرت بحثت مواضيع معينة ستحصل عل اساسها اتصالات مباشرة بين الوزراء المعنيين للقيام بترتيب دراسات وتحضير اتفاقيات حتى يقوم الوزراء اللبنانيون كل بحسب اختصاصه بدراساتها"، مؤكدا "ان الامور ستشهد تطورا في العلاقات خصوصا في مجال التصدير من لبنان الى روسيا ودول اوراسيا، وهذا موقع اقتصادي بالغ الاهمية يجب على لبنان ان يشغله"، معتبرا "ان كل الابواب مفتوحة للبنان في هذا الخصوص".

ولفت الى "ضرورة وجود حوافز وتسهيلات جمركية خاصة للبضائع اللبنانية الزراعية والصناعات الزراعية لارسالها الى روسيا"، كاشفا "استعداد الرئيس بوتين لتنفيذ هذا الامر"، معتبرا "ان الامر بحاجة الى تهيئة لذلك كان اللقاء بين الرئيسين لتحديد الاطار العام لسياسات معينة سيبحث بالتفصيل مع الوزراء المختصين".

اضاف: "كانت هناك لفتة واضحة من الشركات الروسية الكبيرة كشركات الكهرباء والشركات النفطية والمختصة بالغاز والصناعات الثقيلة وشركات استيراد البضائع الزراعية"، مشددا على "ان الاهتمام الروسي في هذا الخصوص واضح جدا، وانه علينا ان ننظر الى العلاقة مع روسيا بشكل موضوعي لان روسيا اصبحت في مثابة جار لنا وهي اصبحت موجودة على البحر المتوسط بخاصة في مجال التنقيب عن النفط"، داعيا الى "تطوير اطار التعاون بين البلدين"، معتبرا "ان الامكانية موجودة لدى الجانب اللبناني الى جانب رغبة كبيرة لدى الجانب الروسي"، معتبرا "ان لا شيء يقوي العلاقات السياسية اذا لم تكن مستندة الى علاقات اقتصادية متينة ومتطورة"، مؤكدا "ان الزيارة حققت هذا الامر".

وعن ملف النازحين، اشار ابو زيد الى "ان لبنان دعي من خلال لقاء وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مع لافروف الى مؤتمر استانة المقبل"، معتبرا "ان هذا الامر سيضع لبنان في جو المباحثات والتطورات السياسية التي تحصل في موضوع الحل النهائي لسوريا"، مشيرا الى "ان الوزير باسيل ابدى رغبته وشكره لهذه الدعوة كما ستدعى دول الجوار"، معتبرا "ان هذا الامر يعتبر تطورا لافتا، لان لبنان معني بشكل مباشر من خلال وجود النازحين"، رافضا الكلام الذي يحكى في وسائل الاعلام اللبنانية عن ان ملف النازحين بعد زيارة موسكو هو ملف معقد، معتبرا "ان الكلام ليس دقيقا، فالبيان الختامي اشار الى ان المبادرة الروسية تصر على اعادة النازحين بالتوازي مع الحل السياسي".

وقال: "ان الارضية مهيأة خصوصا ان اكثر من 80 في المئة من الاراضي السورية تعتبر آمنة وهناك 400 بلدة في سوريا غير متضررة كليا ويمكن لاهلها العودة اليها. ان كثيرا من النزوح الذي حصل هو نزوح اقتصادي، والحكومة السورية تسهل عملية عودة النازحين الذين نزحوا في الداخل السوري اضافة الى مفوضية اللاجئين التي تقدم مساعدات عينية للذين تضررت منازلهم في شكل جزئي".

ورأى ابو زيد "ان الانقسام اللبناني في ملف النازحين ربما يخفف الاندفاعة الروسية"، داعيا "جميع اللبنانيين للقراءة في كتاب واحد حول عودة النازحين، فاللبنانيون قاموا بواجبهم الانساني في استقبالهم بعيدا من اتون الحرب، لا يمكننا ان نفرض على الحكومة السورية اعادتهم بشرط اصدار العفو وغيرها من الشروط"، مشددا على "ان الحكومة السورية تريد عودة النازحين الى ارضهم، وعلينا كلبنانيين تسهيل هذه العودة بالاتفاق مع الرعاية الروسية المرحب بها سوريا، والوزير باسيل شدد في موسكو اننا كلبنانيين لدينا خطط واقتراحات عملية لتسهيل العودة".

واشاد بموقف بومبيو في الكونغرس بخاصة بعد ما سمعه من الوزير باسيل عن التأثير السلبي لبقاء النازحين في لبنان على كافة المجالات والخطر الكياني على لبنان، مشددا على "اننا كلبنانيين لا ننطلق من موقع عنصري بل كموقع لبناني صرف، واريد تطبيق القوانين اللبنانية كما تطبق علي في الخارج، واريد ان احمي مصالح اللبنانيين"، كاشفا "ان روسيا تقوم بمساع مع بعض الدول العربية الخليجية حتى تتفهم الوضع اكثر والقيام بتمويل اعادة عدد من النازحين"، مشيرا الى "ان هناك شيئا ايجابيا من هذه الدول سيظهر في المستقبل".

صورة editor2

editor2