شهدت الولايات المتحدة الأميركية، اليوم، إغلاقا جزئيا للحكومة، بعدما وجدت عشرات الادارات الأميركية نفسها بدون تمويل اعتبارا من منتصف الليلة الماضية، نتيجة عدم توصل الكونغرس إلى إقرار قانون الإنفاق الفديرالي بسبب رفض قادة الكتل مطلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب تخصيص 5 مليارات دولار لبناء جدار على الحدود مع المكسيك لمنع الهجرة غير الشرعية.
وبعد توقف عمل وكالات حكومية رئيسية، استؤنفت اليوم في واشنطن المفاوضات حول الموازنة، وألغى ترامب عطلة مقررة في فلوريدا من أجل متابعة هذه المفاوضات، وكتب على تويتر: "أنا في البيت الأبيض أعمل بجهد (...) نحن نتفاوض مع الديمقراطيين حول الحاجة الماسة إلى الأمن عند الحدود- عصابات، مخدرات، اتجار بالبشر، وأكثر- لكن يبدو انها ستكون مفاوضات طويلة".
وقال رئيس الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونال "لقد ضغطنا على زر الايقاف، حتى يتوصل الرئيس الذي نحتاج إلى توقيعه والأعضاء الديموقراطيون الذين نحتاج أصواتهم، إلى اتفاق".
وانتقد زعيم الديموقراطيين تشاك شومر، مطالبة ترامب "بمليارات الدولارات من أجل جدار مكلف وغير فعال، وغالبية الأميركيين لا يدعمونه"، محملا إياه مسؤولية التسبب بالإغلاق، وخاطبه قائلا "الرئيس ترامب، اذا أردت أن تفتح الحكومة عليك ان تتخلى عن الجدار، هكذا بوضوح وبساطة".
وفيما يستمر العمل في الأجهزة الأمنية الأساسية، فإن نحو 800 ألف موظف فديرالي سيتأثرون بالإغلاق، حيث سيتم إرسال معظم موظفي إدارة الطيران والفضاء "ناسا" إلى منازلهم، اضافة الى موظفي وزارة التجارة والكثيرين في إدارات وزارة الأمن القومي والعدل والزراعة والخارجية. كما أغلقت منتزهات وطنية أبوابها بالكامل، والتي بقيت مفتوحة غابت عنها الخدمات للزائرين بما في ذلك دورات المياه والصيانة. وقدم حاكم نيويورك تمويلا لابقاء تمثال الحرية وجزيرة ايليس مفتوحين.
أما الادارات التي واصلت عملها بما فيها الجيش ووزارة الصحة والخدمات الإنسانية، فهي تملك تمويلا كاملا حتى نهاية أيلول 2019.
واعتبر الرئيس الوطني لاتحاد الموظفين الحكوميين ديفيد كوكس ان "هذا تقصيرا من قبل الكونغرس والرئيس في واجباتهما". فيما حض حاكم ولاية فرجينيا في رسالة اليوم الرئيس الأميركي على القيام بعمل فوري لانهاء الإغلاق الحكومي لأن هذا "يتسبب بأضرار حقيقية" للعمال.