وقع رئيس بلدية الدكوانة المحامي أنطوان شختورة، اليوم، الكتاب التوثيقي الرسمي لبلدة الدكوانة تحت عنوان " تاريخ ... صمود ... وحاضر يحاكي المستقبل"، بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس بلدية الدكوانة وهو من ضمن مجموعة "جذور لبنان" للناشر مؤسسة "هوكس نتورك كوربوريشن. في حضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون النائب إبراهيم كنعان، ممثلين عن الرؤساء أمين الجميل، إميل لحود وميشال سليمان، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، ممثل رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، رئيس الهيئة العليا للتأديب القاضي مروان عبود، النائب في البرلمان الفرنسي عوندال رويار، وحشد من الفاعليات والاهالي.
استهل الإحتفال بالنشيد الوطني عزفا من قبل فرقة القديسة تريزيا الموسيقية.
والقى رئيس بلدية الدكوانة المحامي أنطوان شختورة كلمة اكد فيها على "الموضوعية الشاملة التي تحلى فيها العمل أثناء إنجاز الكتاب" وقال: "ليس من باب الصدفة أن يرتبط شعور الفرح والسعادة بالعيد، ومفهوم العيد باللقاء، وإجتماع الأهل والأحبة والأصدقاء، فبكل صدق ومن دون مبالغة، العيد بالنسبة لي هو في هذه الأثناء، في هذا اللقاء في هذه الكوكبة من وجوه أهل الدكوانة المشرقة وفعالياتها ومخاتيرها وأحزابها وجمعياتها ونواديها وأوقافها وشبابها وشيبها. نعم، بالنسبة لي أنتم دائما الفرحة، أنتم العيد، وأمنيتي أن يعود دائما العيد في هذا الجو من الإجماع والإلفة والمحبة لتبقى الدكوانة القاسم المشترك الذي يجمعنا على محبتها وغيرتنا عليها".
اضاف: "بمزيد من الفرح والفخر والإعتزاز، وكثير من الجهد والبحث والتدقيق والتوثيق والموضوعية، يشرفني اليوم وبإسم بلدتنا وبلديتنا أن أهديكم تاريخ الأجداد والآباء والأحفاد في صفحات مجد وإباء وعنفوان، ليكن كتاب الدكوانة " تاريخ... صمود ... وحاضر يحاكي المستقبل"، الذي نحتفل اليوم بولادته الجامع الدائم لنا على مختلف توجهاتنا وإنتماءاتنا ، فتبقى الدكوانة أولا، وهذا ما أسعى إليه وإياكم منذ زمن".
وتابع: "لطالما خاطبتكم بصراحة وصدق، ومن هذا المنطلق أقول بأنني أحيانا ومنذ تسلمي زمام المسؤولية العامة، كنت أنجز بمفردي، وفي أغلب الأحيان بمبادرات شخصية، وغالبا بالتعاون مع المجلس البلدي وجمعيات ونواد محلية أو خارجية وبفضل ربي وإيماني ومحبتي للدكوانة وأهلها كان النجاح دائما حليفنا والى جانبنا، أما اليوم فأعلن بأن كتاب الدكوانة " تاريخ ... صمود ... وحاضر يحاكي المستقبل"، هو نتاج حوالي مئة عام ونيف على كافة الصعد والمستويات الحياتية، الإقتصادية، الإجتماعية، الدينية، السياسية، البلدية، الإختيارية، الحزبية، الرياضية، السياحية، الصناعية، التربوية والتعليمية. كتاب الدكوانة هو مسيرة مئات الرجال الأشداء في الفكر والمنطق والساعد، رجال تركوا بصمات كثيرة في رزنامة الوطن منذ قبل نشوء الكيان حتى اليوم".
واردف: "كتاب الدكوانة حكاية أبطال سطروا ملحمة صمود وتصدي في تل الزعتر، ورواية شهداء رووا تراب بلدتهم دفاعا عن عزتها وكرامتها لتكون الدكوانة البداية. كتاب الدكوانة يشهد على سطوع نجم رؤساء للجمهورية كانت إنطلاقة مسيرتهم وذاع سيط شجاعتهم وبروز حكمة قيادتهم من أرض المعركة في الدكوانة. الرئيس الشهيد بشير الجميل، الرئيس العنيد أمين الجميل، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. كتاب الدكوانة يشهد على رندحة النغمات الأولى لعملاق الأغنية اللبنانية وديع الصافي ودعم أبنائها لمسيرته الفنية العظيمة وصولا الى العالمية، ونصبه التذكاري في ميدان بلدتنا شاهد على ما نقول. كتاب الدكوانة دليل على إيمان أهلها وتعدد كنائسها ورعاياها وكهنتها وأوقافها وجمعياتها ونواديها وفرسانها وطلائعها وشبيبتها. كتاب الدكوانة برهان على إنفتاحها وضيافة أهلها ورحابة صدرهم الى حد أن أصبحت القرية مدينة. كتاب الدكوانة يوثق تاريخ تطورها إنمائيا، سكانيا، صناعيا، إجتماعيا، إقتصاديا، سياسيا وخدماتيا.
وقال: "كتاب الدكوانة يظهر ثقة الدولة اللبنانية ببلدتنا من خلال تمركز عدد كبير من أبرز إداراتها في نطاقنا الجغرافي ونسج أفضل العلاقات مع أهلها، من هنا كانت المعادلة "الدكوانة مع الدولة والدولة جانب الدكوانة". كتاب الدكوانة يوثق مسيرة طويلة تجاوزت النصف قرن في العمل البلدي المؤسساتي المنظم، وهنا يعود الفضل الى عائلات الدكوانة ونخبة رجالاتها ومجموعة مخاتير ومشايخ صلح كانت كلمتهم بمثابة توقيع، وتوقيعهم لا كلام بعده. كتاب الدكوانة يهنىء في صفحاته مبدعين، فنانين، رياضيين، أبطالا، كتابا، شعراء، محامين، مهندسين، أطباء، أساتذة، مدراء، رهبانا، راهبات، كهنة، صناعيين، ممثلين وعمالا بنوا بسواعدهم بيوت العز والكرامة في أحياء وشوارع شهدت على تاريخ تقلب بين الحلاوة والمرارة، الفرح والحزن، الإنتصارات والإنتكاسات ولكن إذا كان الله معنا فمن علينا، بمحبتنا وإيماننا تبقى الدكوانة وتتألق".
وختم: "لن أسترسل في الكلام عن الدكوانة وكتابها وتاريخها أكثر، لأن محبتي لها تجعلني أمضي الليل في مديحها، إلا أنني أود أن أشكر من صميم قلبي أهل الدكوانة بشكل عام وكل من ساهم ولو في معلومة واحدة عن تاريخ بلدته، والشكر الأكبر الى من أعطى من وقته وفكره من أجل تدقيق المعلومات والتواريخ بعيدا عن العصبيات الحزبية والسياسية والعائلية والمذهبية، كلمة حق تقال، بعد الإجماع على ضرورة تحرير تل الزعتر في العام 1975، الإجماع الثاني لأبناء الدكوانة هو على هذا الكتاب ومضمونه كهدية في الذكرى الستين لتأسيس بلدية الدكوانة وتعاقب ستة رؤساء على مجلسها البلدي يستحقون منا كل التقدير والإحترام. حضوركم اليوم براءة ذمة تاريخية ومستقبلية لهذا الكتاب الذي سوف تقرأه الأجيال القادمة لكي تدرك عظمة الأجداد والآباء".
عدوان
وشرح معد الكتاب النقيب رولان عدوان أجزاءه وأقسامه وأبوابه، مؤكدا أن "العمل أنجز بكثير من الدقة بعيدا عن أي إنحياز حزبي أو عائلي ليصدر كتاب يجسد تاريخ الدكوانة منذ مئة عام حتى الساعة وروى حكاية الأجداد والآباء ومسيرة عمل الأحفاد اليوم".
كنعان
وهنأ كنعان بإسم رئيس الجمهورية الدكوانة ورئيس بلديتها وأهلها على "تمسكهم بتقاليدهم وتاريخهم التي نتمنى المحافظة عليها في كل بلدات المتن ولبنان".
يذكر ان الحفل الذي قدمه الإعلامي مروان القدوم، كرم شختورة وأسلافه منذ تأسست البلدية حتى يومنا هذا مقدما لهم او لاولادهم او احفادهم دروعا تكريمية تذكارية تقديرا لجهودهم في إعلاء شأن الدكوانة، وقد تم اضافة الى تكريم شختورة رؤساء البلدية السابقين: الراحلون إبراهيم ملحم بو عبود وإميل قيصر بو حبيب وأنطون بطرس بو عبود. كما كرم الرئيس السابق عبدو مارون بو عبود.
وكرم أهل الدكوانة بدورهم شختورة حيث قدم له كبير السن في البلدة جوزف حبيب بو عبود درعا تكريميا.
وإختتم الحفل بقطع قالب الحلوى تلاه توقيع شختورة للكتاب وشرح أقسامه وأجزائه من خلال فيلم وثائقي أوجز تاريخ الدكوانة.