فرحة المزارع في المطر تحولت في بعض المناطق إلى خسائر فادحة فلدى زيارتنا بلدة رياق البقاعية حيث إلتقينا برئيس تجمع المزارعين والفلاحين السيد إبراهيم الترشيشي، وهو يعتبر رمزاً مثالياً في القطاع الزراعي. انه يتألّم لآلام المزارعين ويحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم فقضيته الوحيدة هي إنجاح القطاع الزراعي في البقاع. فكان له تصريحاً خاص لموقعنا:
لقد شهدت مؤخراً بعض المناطق البقاعية أمطار غزيرة، اثلجت قلوب المزارعين ولكن في اليوم التالي أوقعت بعض الخسائر في المزروعات ولكل يعلم أن نسبة الأمطار خلال العام الفائت لم تتجاوز 025 ملم، علماً بأن المعدل العام هو 065 ملم، فهناك مثلا يقول “أيلول طرفه بالشتاء مبلول” لكنه لم يشهد هطول الأمطار. والأمطار التي كانت قد هطلت في 11ت الأول فاجأت المزارعين حيث شعروا بالفرح والإرتياح لأن الأرض كانت بحاجة إلى تلك الأمطار، لكنها تحولت إلى خسائر فادحة في بعض المناطق.
ان منطقة البقاع الأوسط تحتاج إلى كميات كبيرة من الأمطار لكي تعوض الجفاف الذي شهدناه في العام الماضي، لأن عددا كبيرا من الآبار قد جفت مياهها. فبادرنا في 13 الشهر الى إطلاق الصرخة امام نواب المنطقة لكي يقوموا بإغاثتنا ومساعدتنا وطالبنا بالتعويض على المتضررين. فنحن قوم لا نقف امام أبواب المسؤولين نطلب الصدقة علما ان الدولة من واجبها الوقوف إلى جانبنا ومساعدتنا وانصافنا.
أما أكثر الأصناف المتضررة هي اللوبيا، والبروكلي، البطاطا والبصل. وطالب الترشيشي تشكيل لجان للكشف عن الأضرار لينال كل صاحب حق حقه.. كما توجه لبلدية رياق بوافر الشكر والإمتنان لتشكيلها لجان للكشف على الأضرار وتعبئة الاستمارات ورفعها إلى هيئة الإغاثة من أجل التعويض على المزارعين المتضررين. ولأن قطاع الزراعة الذي أهملته الدولة على مرور السنين السابقة أصبح كالشمعة التي تحترق لتنير الدرب، وأيضاً كي لانشعر بأن إهمال المسؤولين لهذا القطاع أصبح واضحا وضوح الشمس وحتى لانتكلم أكثر من ذلك عن تدمير هذا القطاع وتدمير العاملين فيه، لذلك نطالب الدولة الحفاظ على المنتجات اللبنانية وتأمين الأسواق الداخلية والخارجية عن طريق ايجازات التصدير كما على وزير الزراعة الذي عليه الإهتمام أكثر بهذا القطاع لإنجاحه وتطويره لأنه الشريان الحيوي لبلدنا بدلاً من الاهتمام بأمور أخرى لاتتعلق بتنظيم المهنة. ونتأمل من نوابنا الأكارم في البقاع أن يعملوا ما بوسعهم لمساعدة الفلاح.
وفيما خص قرار فتح معبر نصيب الحدودي يقول ترشيشي: إنه كان صدمة ايجابية فهو الشريان الحيوي والمعبر الأهم إلى العالم العربي وخاصة الخليج.ونطالب الإسراع بتشكيل حكومة جديدة ليطول هذا القطاع الأهمية التي يستحقها. ويتابع ترشيشي كلامه بموضوع العمالة السورية بأنه لا يخفى على أحد أنها السبب الرئيسي في تعطيل اليد العاملة اللبنانية. فقد أصبحت جميع المحال التجارية والمؤسسات تستبدل اليد العاملة اللبنانية بأخرى سورية التي باتت تضع يدها على جميع المؤسسات دون رقيب أو حسيب والدولة لا تستفيد منها بشيء من الالتزامات المالية والضرائب التي تفرضها على المواطن اللبناني، لذلك نرجوا من الدولة الالتفات والنظر قليلاً إلى هذا الموضوع من أجل تنظيمه والمساعدة في حل مشكلة البطالة والهجرة إلى الخارج وخصوصاً جيل الشباب، وبالمقابل فلتستفيد الدولة من هذه الطاقات الشبابية وأصحاب الشهادات العالية.
وفي الختام نود أن تصل صرختنا إلى الحكومة القادمة لحل هذه الأمور والنظر فيها أكثر وأكثر ولنأمل خيراً جميعاً.