شدد عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب الدكتور علي فياض، خلال المجلس العاشورائي الذي أقيم في حسينية بلدة ميس الجبل، "أنه لم يعد طبيعيا مسار التباطؤ الذي يسر به تشكيل الحكومة، فبدلا من أن يكون هذا المسار طبيعيا وسلسا وسهلا، وينقاد إلى النتائج التي خرجت بها الانتخابات النيابية، جرى إخضاعه للأسف خلال الفترة الماضية والراهنة لسياقين يثيران الأسئلة والقلق، الأول سياق داخلي هو عندما جرى إزاحة الموضوع باتجاه نقاش له علاقة بأبعاد ميثاقية تتصل بعلاقة المكونات اللبنانية ببعضها البعض، وأما السياق الآخر، فهو سياق خارجي ربما مراهنة على رزمة من التطورات التي تنتظرها المنطقة بهدف إخضاع تشكيل الحكومة لهذه المستجدات التي لا تصب في مصلحة هذا البلد، وكلا السياقين، السياق الداخلي في هذا البعد، والسياق الخارجي انتظارا لهذه المحطات، ليسا في مصلحة لبنان، ولا حتى في مصلحة أحد من المكونات اللبنانية".
وأشار فياض إلى أن هناك مبالغة غير مفهومة في موضوع الحقائب والحصص الوزراية، وبالتالي من قال إنه إذا أخذ أحد هذه الحقيبة وليس تلك، أو ذا نقصت حصته مقعدا وزاريا، أن هذا سيقلب التوازنات الداخلية رأسا على عقب، ويجعل هذا الطرف إما في موقع المتحكم أو في موقع الخاسر، فالجميع يعرف أن القضايا الكبرى والسياسات العامة والاتجاهات المصيرية في هذا البلد، إنما هي تنحكم لقواعد ميثاقية، ولمقتضيات العيش الوطني الداخلي المشترك، ولذلك ثمة مبالغات وأوهام، وهذا السلوك السياسي من قبل البعض غير عقلاني وغير إيجابي وغير بناء.
ورأى فياض أن المصلحة الوطنية ومقتضيات الاستقرار السياسي على المستوى الداخلي تستدعي أن تتشكل الحكومة في أسرع وقت، وذلك من أجل وضع حد لحالة التداعي الاقتصادي، ونحن لن نمل ولن نكل حرصا على المصلحة الوطنية، وندعو الجميع لأن يتعاطوا مع هذا الموضوع بمسؤولية وطنية أكبر، وبإيجابية أفعل، وبوتيرة أسرع.