بعد كلِّ صيفٍ، تطالعنا نسماتُ شهر أيلول بنفحاتٍ باردة تكسرُ لهيب الحرارة المرتفعة. وكما يقول الأجداد: "أيلول طرفه بالشتي مبلول"، وهذا ما نلمسه فعلاً في لبنان الذي تشهدُ مناطقه الشمالية هطولاً غزيراً للأمطار.
منذ ظهر أمس الجمعة، تحوّل الطقس الصيفي المعتاد الذي يسيطر على الحوض الشرقي للمتوسط إلى متقلب بسبب تأثير منخفض جوي متمركز فوق تركيا. دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية توقعت أمس، أن يكون الطقس غائماً جزئياً، مع تساقط أمطار خفيفة ومتفرقة أحياناً، خصوصاً في المناطق الشمالية.
في الكثير من قرى محافظة عكار، المشهدُ واحد: أمطارٌ غزيرة وعواصف رعدية وتساقط للبرد. بالنسبة للمزارعين، فإنَّ الخير قد حلَّ عليهم بعد موجة الحرّ، حيثُ ارتوت المزروعات وروت الأرض جوفها بما حملته الغيوم من أمطار.
"مشهدية أيلول الماطر" لم تكن بعيدةً عن إهدن وبشري والضنية، وهي المناطق الشمالية المرتفعة التي استفاقت على هطولٍ كثيف للأمطار.
ومن قرى عكار إلى مناطقها الوسطية والساحلية، يختلف المشهد. هناك، الشمس مشرقة والحرارة تقارب الـ30 درجة مئوية... وحقاً ينبطق المثل الشائع: "صيف وشتي تحت سقف واحد".
وعلى الداوم.. الله يبعت الخير!