التبويبات الأساسية

وداعاً أوباما : South Side With You

بعد أقل من شهر، يخرج رئيس الولايات المتحدة باراك اوباما وسيدته الاولى ميشيل من البيت الابيض ليدخلا... الشاشة الذهبية! نعم، نجما السياسة سيصبحان نجمين سينمائيين، فالسينما قررت ان تودعهما باستعادة اول لقاء عاطفي بينهما في صيف 1989، وقبل 19 عاما على موعدهما الاول في البيت الابيض، من خلال شريط مؤثر وثرثار وآسر بعنوان South Side With You عن سيناريو واخراج اول لريتشارد تاين.

إذاً الثنائي الاشهر في عالم السياسة، باراك وميشال اوباما لن يجولا بنا في ارجاء البيت الابيض هذه المرة، بل في شوارع شيكاغو، حيث نخرج برفقتهما في اول موعد لهما في سيارته الداتسن المتهالكة وعلى ايقاع اغنية جانيت جاكسون Miss You Much . يوم طويل تخللته جولات في شوارع شيكاغو وحدائقها، ومحادثات طويلة بين المحامية والمتمرن الجديد في المكتب حيث تعمل. رغم اصرارها على التزام الحذر والتركيز على مهنتها في ظل مناخ اجتماعي لا يزال يمارس ضغوطا على كل امرأة سوداء وذكية وراغبة في تحقيق نجاح، تفشل ميشيل روبنسون (تيكا سامبتر بطلة Gossip Girls) في مقاومة سحر باراك (باركر سايرز) وذكائه، ومشوارهما الطويل الاول يجعلها تدرك انها وجدت أخيرا رجلا استثنائيا. حتما الفيلم ليس سيرة ذاتية توثيقية ليوم كامل في حياة الثنائي الرئاسي، ولا يحتوي موضوعات سياسية كما جرت العادة مع افلام اخرى تناولت سيرا ذاتية لرؤساء اخرين.

الفيلم مزيج من الوقائع والخيال الرومانسي والانساني، مضيفا الكثير من السحر العاطفي الذكي على مشوار الشابين. حواراتهما عن الطفولة والهوية السوداء ومعالجة المشكلات بالعنف والموضوعات التي تناقشا فيها طوال مدة كل من مشوارهما والفيلم هي من وحي الخيال، اما محطات اليوم فقد جرت فعلا بدءًا بزيارتهما معرض الرسام الأسود أيرين بارنز والاجتماع في مركز جمعية، وشرب النخب في احد المقاهي والرقص على ايقاعات افريقية ومشاهدتهما الفيلم السينمائيDo The Right Thing لسبايك لي، وتناولهما المثلجات بنكهة الشوكولا التي تفضلها ميشيل، انتهاء بالقبلة التي شيّد مكانها لوحة تذكارية لتخليد اللحظة. صحيح ان لا اهمية تاريخية لهذا اليوم العاطفي بين من اصبحا لاحقا الثنائي الرئاسي الاميركي، لكن هذا لا يمنع اننا نشاهد شريطا مؤثرا ومختلفا عن الافلام الرومانسية التقليدية بكل ما يحتويه من محطات كثيرة ومناقشات طويلة وذكية وعابقة بالانفعالات، والاهم انه شكّل بداية قصة حب هذا الثنائي، ومن هنا سرّ اهميته. وكما شكّل سحر باراك وميشيل اوباما قوة مؤثرة في عالمنا المعاصر، شكّل سحر الممثلين باركر سايرز وتيكا سامبتر قوة اساسية لهذا الفيلم. اداءات مقنعة من دون مبالغة او محاولة للتقليد، تسمح لنا ان ننبهر بقوة شخصية ميشيل وذكائها، وبحكمة باراك وجاذبيته وقدراته الخطابية وبراعته في الاقناع.
الفيلم ابتداء من الخميس 6 تشرين الاول في صالات امپير وغراند.

صورة nassam

nassam