التبويبات الأساسية

الرياشي في إطلاق اسم حليم الرومي على استوديو رقم 5:حذار أن يقف أحد في وجه إذاعة لبنان وتقدمها

أطلق وزير الإعلام ملحم الرياشي، خلال احتفال أقيم بعد ظهر اليوم، إسم الموسيقار حليم الرومي على استوديو رقم 5 في "إذاعة لبنان"، تقديرا لما قدمه الفنان الكبير للموسيقى العربية ولـ"إذاعة لبنان"، في مبنى الإذاعة في الصنائع.

حضر الحفل: المدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة، الفنانة ماجدة الرومي، رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان، مدير "اذاعة لبنان" محمد إبراهيم، مسؤول قسم الدكتوراه في كلية الموسيقى في جامعة الروح القدس - الكسليك الأب بديع الحاج، مديرة البرامج في الاذاعة ريتا نجيم الرومي، الفنان رودي رحمة، قائد الاوركسترا الوطنية المايسترو اندريه الحاج، الفنان ايلي خياط والفنانة اميمة الخليل.

وقال الرياشي في كلمته: "لا أعلم إذا كان أحد منكم يتذكر أي رئيس جمهورية أو مسؤول كان في زمن حليم الرومي. ففي القدم كان هناك سيف الدولة، وقد قال فيه الكثير شخص مثل حليم الرومي اسمه ابو الطيب المتنبي، فخلده".

أضاف: "لبنان حليم الرومي، لبنان فيروز، لبنان الاخوين الرحباني، لبنان سعيد عقل، ولبنان هؤلاء العباقرة، كل هؤلاء الكبار يبقون وحاضرون معنا، وحاضرون لأننا نريد أن نتنشق هواء الحرية الحقيقية، هواء الاخلاق السامية والأصالة، نريد لهؤلاء ان يبقوا ليبقى اللحن والشعر".

وتمنى "أن تعود الاذاعة مجددا، وستعود مع حليم الرومي، وحذار أن يقف أحد في وجه تقدمها".

وختم: "حليم الرومي حاضر معنا دائما، ومع سعيد عقل والاخوين الرحباني، ولماجدة نقول: غني، أحبك أن تغني".

وقائع الحفل

وكان افتتح الحفل بالنشيد الوطني، وبكلمة لعريفة الحفل رئيسة قسم المذيعين في "إذاعة لبنان" راوية عزام.

ثم ألقى ابراهيم كلمة قال فيها: "تنتقل في أروقة اذاعة لبنان، فتأخذك النشوة وانت تشتم عبق تاريخهم وآثارهم شعرا ولحنا وأصواتا ملائكية صدحت عبر الاثير على مدى ثمانين عاما من عمر الاذاعة. وما تملك وانت اللبناني إلا أن تزهو او تختال فرحا، لا غرورا، ان بلدك الجميل هذا، ومن هذه البقعة من بيروت - تفتقت جماليات الصور والاخيلة الابداعية عن عبقريات فنية نشرت الاغنية اللبنانية، فرددتها وترنمت بموسيقاها وكلماتها الشعوب العربية من بغداد الى نجد فعدن، ومن الشام الى مصر فتطوان".

أضاف: "من هؤلاء الكبار العظام كان حليم الرومي العبقري، الذي في سنتين، عام 1937 و1938، أتم تحصيل علومه الموسيقية فحاز دبلوم الدراسات الموسيقية العربية من معهد فؤاد الاول في القاهرة، وهذا الانجاز غير مسبوق في تاريخ المعهد، عرض عليه العمل في إذاعة لبنان عام 1950 لتنطيم قسم الموسيقى وإرسائه على قواعد علمية متينة، وكانت مدة العقد ثلاثة شهور وحسب، فاستبقته الاذاعة ثلاثين سنة تفانى خلالها في خدمة هوية الاغنية اللبنانية، مطلقا العديد من المطربين، وكانت منهم ابنته ماجدة الاغنية اللبنانية ومخملها ماجدة الرومي".

وختم ابراهيم: "مع أثر ضخم يوازي 2000 عمل فني منها خمسمئة وخمسون لحنا للاذاعة اللبنانية، ختم حليم الرومي مشواره الفني، الا انه لم يمت ففي الحضارة الاغريقية عندما يذكرون كلمة فن، فانهم يقصدون بها الشعر والموسيقى لذلك كان عندهم اله الشعر واله الموسيقى".

فلحة
وبدوره ألقى المدير العام لوزارة الاعلام الدكتور فلحة كلمة قال فيها "اننا في هذا الاحتفال نشرع درفتي شبابيك الأوضة العتيقة التي سكنت وجده. أتى من خدر عروس الشطآن صور وتلألئها وسقى وبعده ما ارتوى. هذا الناصري الذي فتح صفحة على فضاء يزخر بحكايا مساءاتنا المشغولة بجدائل المجد والعز ويرسم لوحات على جدران صباحاتنا بمفاتيح من سحر موسيقاه، نستقرض من شذى لحنه خميرة لعطاءات فجرنا المتثاقل بورد الهوى الحيران فغلب علينا الوجد".

اضاف: "هذا الذي نحن الآن، هو رد على باب الوفاء والعطاء وهو عودة من الذات الى الذات، الى ذلك الذي تلمس فيروز الفن اسما ما كان ليكون او يكاد، وقام على أنامل عزفه صوت سحر المدار، وفيه ومعه البداية لقامة تسكن روح الصوت والهوى والندى والصدى، وهو الذي غنى واطرب وانتشى حيث نصري شمس الدين وسعاد محمد ووديع الصافي وصباح وأسماء الخلجان والشطآن التي تلمع وتضيء وتسكن وتستكين وتضج حياة على حفاف القلب".

وتابع: "أما صورة تلك المرآة فما هي إلا ماجدة التي حملت إرثا من ذهب وعسجد وكلام مباح حتى أرست مراسيها في كل الامكنة والمطارح، وأجملها إذاعة لبنان وأحلاها.
إن هذا الحفل الذي بادر إليه معالي وزير الإعلام ملحم الرياشي لإطلاق تسمية حليم الرومي على استوديو رقم 5 هو استعادة والتفاتة لسيدة الاذاعات، واعادة رونق للاعلام الملتزم والمبدع والحر والوطني الجامع والمتنوع والمتعدد والغني والشفاف. وسنثبت يوما كما فعلنا انه اعلام ناجح واستثمار ناجح وتربية ناجحة وادارة رسمية ناجحة نفاخر بها، وسنفاخر بها أكثر لنصون كبارنا وحقهم علينا، وهم كبار كبار. للموسيقار الكبير حليم الرومي هدأة روح ما زالت ترفرف بيننا نبضا، وقد أفنى فيها زهرة عمره عطاء وإبداعا وخلقا وثقافة ما يزيد على أربع وستين سنة قضاها بين هذه الجدران لتتكلم ولتحكي ولتقص قصصا لا يهمس فيها الا العاشقون ولا يفقه بها الا هم".

وختم: "المبدعون أصحاب الذوق الرفيع تفاخر بهم هذه الاذاعة وتستعيدهم لتكون كما كانت وكما يجب ان تكون. أردنا دوما الحياة فلا بد ان يستجيب القدر. هكذا غنى ولحن وأبدع حليم الرومي".

الرومي
وكانت الكلمة الاخيرة لماجدة الرومي التي قالت: "كأنها حدثت بالامس تلك الذكريات الجميلة التي عشتها هنا في هذا المكان بالذات، وهذا الصرح المجيد بالذات، وهذا البيت الاول الذي احتضنتني هنا في كنف والدي".

أضافت: "كانت الايام سعيدة، والدنيا في سلام، وكان الفن اللبناني مواسم خير وبركة، والهوية الغنائية اللبنانية في مخاض الولادة، من أصوات لبنانية عظيمة، انطلقت من هنا بالذات، من الاذاعة اللبنانية، وهي تحمل في حناجرها كل اسرار الجمال والابداع. كل هذه الاصوات عرفتها طفلة في بيت ابي، وربيت عليها، كلها سمعتها بحكم وظيفته ومسؤولياته، اما باكتشافها او توجهها او رعايتها. كلها، أسهم والدي الى جانب كبار آخرين في رفعها من مستوى الهواية الى مستوى الاحتراف، وفي دعمها بالعلم والمعرفة، وفي احاطتها بثقافته الفنية التي أتى بها من معهد فؤاد الاول للموسيقى العربية في مصر، وبتوجهاته التي استقاها من اعظم محترف فني وجد حينذاك، من اذاعة الشرق الادنى".

وتابعت: "هأنذا اليوم أعود الى الاذاعة اللبنانية وتأثري ليس بقليل، أشعر كأنني هنا، أعود الى بيتي بعد طول غربة واعتراب. أما المناسبة، فإطلاق اسم والدي على الاستوديو الرقم 5 في الاذاعة اللبنانية التي أسهم والدي إسهاما كبيرا في نهضتها، وذلك برعاية كريمة من معالي وزير الاعلام الاستاذ ملحم الرياشي، مشكورا على كل جهد كان، وكل حماسة، وكل تقدير، وكل محبة، مع بالغ تأثر العائلة بأكملها، وفائق الاحترام. أعود الى الاذاعة اللبنانية اليوم، اعود الى لبنان الخير والعطاء والرسالة".

وختمت: "أعود الى دار لها علينا جميعا واجب الوفاء، والاسهام الفعال في اعانتها الى الواجهة الاعلامية الاولى، مع كل ما هو متوجب علينا تجاهها من دعم وانحياز ومساندة حقيقية. لماذا؟ لانها اهدت الينا الابداعات التي حدثت الدنيا عن لبنان الفن الجميل، ولانها كانت وستبقى الناطقة الحقيقية الاولى باسم حناجر الذهب التي تخرجت من هنا، وباسم لبنان النهضة الغنائية الحية فينا، ما دمنا ودام لنا لبنان".

صورة editor9

editor9